آراء

منال الاخرس تكتب : افراح شاقة !

كان يوما جميلا رأيت فيه كيف تنزع البسمة والفرحة من بين شرك الآلام والهموم .
وتأكدت أننا كلنا في الهم سواء، كنت أرقبها عن كثب . فما حدث ليلة الأمس أثار فضولي
فاستعرضت تاريخها وتاريخ أمثالها الذي يمتد إلى سنوات وسنوات . فمنذ أن صاحبت عيناها الدنيا وهي تبني بصبر كل يوم ذرة؛ لتحقيق ذلك الحلم الذي طالما راودها وراود كل الفتيات،
ولم تيأس ولم تقصر . وكل يوم يفوت تتطلع إلى غير ه في حماس وترقب وبعد صبر طويل جاء يوم أشرقت فيه شمس جديدة وهي على تحديها لتصارع الزمن وتقتل العقبات لتستكمل
رحلتها.

يوم تقول : لم يبق إلا عشرون عاما وفي نفس اليوم تقول : لم عشرون لنقل ثمانية عشرة هذا يكفي.. هذا معقول..
ومرت الأعوام وحان الوقت لترى ما شيدت ونراه معها . وجاء اليوم الذي لم يبق بعده
على تحقيق الحلم إلاأسبوع .. يوم لتنسيق الذرات لتتكون منها أشياء هي المطبخ وأدواته وهنا
ذرات هي ملابس ومفروشات وهناك ذرات هي لوازم التنجيد ويوم لصنع الكعك والبسكويت ..وآخر لدعوة الأقارب والجيران والأصدقاء وقبل الأخير لإعداد العروس .. أسبوع من الإرهاق والمعاناة وإنما معاناة لذيذة ويشهد على ذلك ما حدث ورأته عيني : فقد أشرق اليوم الموعود
وبدت فيه تلك البطلة في منتهى التعب والإجهاد لا تملك وقًتا لتنسيق مظهرها وملابسها من شدة الفرح ، أخذت تزغرد . كانت تملأ الدنيا رنيًنا وتصفيًقا على يديها، وعيناها تحتضنان
العروس. وبسمة عريضة سكنت وجهها وأقدام لا تعرف لها أرض.

كانت طائرا يرفرف ويحوم حول صغير ه، مرة تنظر إلى مدعويها ومرات يتعلق
بصرها بقرة عينيها تتمنى لو ملكت كل أيادي هؤلاء الناس لتصفق بها، العالم لا يسعها…
عزفت الفرقة أولى مقطوعاتها وحينها صعدت على المسرح ترقص وترقص..
الرقص مع الزغاريد مع التصفيق كانت نحلة هائمة متعبة إلا أنها أبت الاستسلام
ورفضت أي هدنة ؛ بيد أنها لم تقدر على الاستمرار ووقفت في وسط الساحة تلتقط أنفاسها بصعوبة ولم تتخل عنها البسمة رغم ذلك .. لجأت لأقرب مكان شاغر وهوت إليه ولكن لم تجد إلا الأرض فهبطت إليها..
أخذت تنظر لابنتها ثم للمعازيم ولم تتخل عن بهجتها وبسمتها . تلوح للحاضرين بيديها
ترجوهم أن يصفقوا .. ومنهم من أجاب ومنهم من أصر على عبوسه ووجومه .. هكذا أعطت ولا زال لديها المزيد..
Yoast

زر الذهاب إلى الأعلى