آراءأهم الأخبار

طارق الصاوى يكتب : الإساءة للمرأة المصرية من الدراما إلى الكاريكاتير

ظلمت المرأة المصرية كثيرا واتهمت زورا بسمات قلة شاذة لاتعبر عنها وترجم هذا الظلم عبر اعمال ثقافية وفنية ودرامية حتى اًصبحنا نحتاج الى ثورة ثقافية ترد للمرأة المصرية حقها وتظهر حقيقة دورها .

وسألت هذه الأيام عن صورة المرأة التى ظهرت خلال الرسومات الكاريكاتيرية فقلت أن رسومات الكاريكاتير أساءت للمرأة وأضرت بصورتها و لم يدافع الكاريكاتير فى مصر عن المرأة بل على العكس كان هو الآخر ظالما لها، وحصر المرأة فى صور وشخصيات سلبية لا تخرج عنها .

وأثبتت دراسة أجريت على عينة من الصحف المصرية أن الكاريكاتير فى هذه الصحف ركز على السمات السلبية للمرأة ووصفها بعدم العقلانية والسطحية ، ورصدت 21 سمة سلبية مقابل 9 سمات إيجابية فقط ، كما تناولت شكل المرأة سلبياً ومظهرها الخارجي بنسبة 62% .

وفى دراسة أجريت مع رسامى الكاريكاتير أنفسهم وهل المرأة في اذهانهم فى هذه الصورة و يرونها فعلا هكذا أم كانوا يهدفون فقط لأضحاك القاريء ، فأكتشفت الدراسة ان اكثر من 90% من الذين قدموا رسومات تسيء للمراه مقتنعين بأهميتها ودورها ويحترمونها بشدة وكأنهم عندهم فصل تام بين قناعتهم وبين ما يرسمونه عن المرأة .

وقد يعكس ذلك ثقافة ذكورية تغلب على مجتمعنا ونظرة سلبية ظالمة للمرأة المصرية التى تفوقت فى العديد من مجالات الحياة العملية والعلمية والثقافية ثم يضاف اليها هم أعباء الأسرة والمنزل ، ويجب أن يهتم الكاريكاتير بإظهار هذه الجوانب الإيجابية أثناء تحقيق أهدافه مهما اهتم بالسخرية من الواقع .

وأرى أن أعمال الكاريكاتير تأثرت أو تناغمت مع الأعمال الدرامية التى أسائت للمرأة وقدمتها فى صورة على أسوء ماتكون وتاجرت بجسدها وكرامتها فى الأعمال الدرامية التى تأثر بها المجتمع.

ولم تتناول هذه الأعمال الدرامية ما يجب إظهاره للمرأة القدوة – أم الأيتام – زوجة الفقير – أم اخوتها – الأم العاملة المجتهدة – المرأة التى تفوقت فى دراستها وحصلت أعلى الشهادات والدرجات العلمية – وربة المنزل التى تلقى الأمرّين فى تدبير إحتياجات الأسرة من خلال الدخل المحدود للزوج المطحون .

وهكذا تماشى الكاريكاتير مع هذا التوجه الدرامى الذى غذى النظرة السلبية للمرأة وأغمض العين عن كل هذه الجوانب الإيجابية ، بل راح هؤلاء المسيئون للمرأة من الفنانين والكتاب وصناع الدراما وأدعياء الثقافة يروجوا أن نموذج المرأة القدوة فى المجتمع يجب أن تكون هى الفنانة التى تعرض مفاتنها والراقصة التى تعرى جسدها ، مما زاد حدة العداوة للمرأة والنظرة السلبية الظالمة لها ، ومن وجهة نظرى أن هؤلاء هم أعداء المرأة الحقيقيون .

بقلم : طارق الصاوي المستشار الاعلامي لجمعية الطرق العربية

زر الذهاب إلى الأعلى