لإساءته لذوي التوحد.. جمعية التقدم تدين مشاهد مسلسل “فى كل أسبوع يوم جمعة”

كتبت :ميادة فايق

طالب مجلس إدارة جمعية التقدم للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد أبطال وفريق عمل مسلسل ” في كل أسبوع يوم جمعة “، وقناة ” شاهد دوت نت ” الإلكترونية ، بتقديم اعتذار واضح للأشخاص ذوي التوحد وأسرهم، وتعديل مشاهد من المسلسل ورد فيها إساءة واضحة من إحدى شخصيات المسلسل للأشخاص ذوي التوحد، بإظهار الشخص ذو التوحد أنه مجرم وقاتل.

وأكدت مها هلالي، مؤسس ورئيس مجلس إدارة جمعية التقدم، وعضو المجلس القومي للأشخاص ذوى الإعاقة، ومقرر مناوب لجنة المرأة ذات الإعاقة بقومي المرأة، ومؤسس الشبكة المصرية للتوحد، أن بعض مشاهد المسلسل تسببت في تشويه صورة الأشخاص ذوي التوحد، وأساءت إليهم وإلى أسرهم ؛ وحرضت المجتمع على عدم تقبلهم ونبذهم، لأنها قدمتهم بصورة مغايرة للواقع عندما تظهر صورهم كأشخاص عدوانيين خطرين على من حولهم، حيث ظهر فى المسلسل شخصية ” عماد ” التي قام بأدائها الفنان ” آسر ياسين ” على أنه قاتل ولديه ميول عدوانية خطرة ، وأظهرت شخصيته الدرامية انفعالات شديدة ومظاهر نفسية وسلوكية لا تتفق وسلوكيات اضطراب طيف التوحد، مما يدفع المحيطين بالابتعاد عنه لأن ” عنده توحد ” ومرة لأن عنده “سمات توحد”.

وأكدت مها هلالي، أنه ما من شك في أن الدراما تسهم بشكل كبير في تكوين انطباعات وصور ذهنية لدى المشاهدين بما تقدمه، وأن شرائح المجتمع المختلفة تعزز سلوكياتها السلبية أو الإيجابية بفضل تعرضها لمشاهدة الدراما التلفزيونية. في الوقت الذي تبذل فيه منظمات المجتمع المدني جهوداً كبيرة لتوعية المجتمع نحو تقبل الأشخاص ذوى التوحد، ودمجهم دمجاً كاملاً.

وبناءً على ذلك فإن مثل تلك الأعمال الدرامية تظهر الأشخاص ذوى الاعاقة – وخاصة الإعاقات الذهنية والتوحد – فى صورة مغلوطة تؤدى إلى نفور المجتمع ونبذهم، وهو ما يسيئ إلى أبنائنا من ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد والذين نسعى دائماً لدمجهم بالمجتمع، والتعريف الصحيح الواعي لتلك المتلازمات والإعاقات، حتى نتمكن من توضيح الصورة الطبية السليمة لهم. وقد قام المسلسل بهدم كل تلك المجهودات المبذولة فى هذا المجال ، وقام بتقديم عدد كبير جدا من الأفكار المغلوطة عن ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد، تجعل المشاهد يمتلئ بمشاعر الخوف والتوجس وعدم التعاون مع هؤلاء الأشخاص، ونبذهم، كما يمكن أن تظهر أيضاً تجاههم عدد من المشاعر والسلوكيات العدوانية مما يعرضهم للخطر فى حياتهم الإجتماعية، وهو من الأسباب الهامة التى نتمسك بالمطالبة بوقف مثل تلك المسلسلات التى تسيئ إلى أبنائنا وتعرض حياتهم الإجتماعية للخطر.

وطالب مجلس إدارة جمعية التقدم للأشخاص ذوي الإعاقة والتوحد ؛ كافة المسئولين بأنه فى حال الرغبة فى تناول مشكلات وقضايا درامية عن الأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية والتوحد، فلابد من الرجوع إلى المتخصصين لدراسة الشخصية بالمفاهيم السليمة والتعرف على تلك الإعاقات من خلال المصادر المتخصصة، حتى يندمج كافة أطراف المجتمع فى تحسين الحياة الخاصة والإجتماعية للأشخاص ذوي الإعاقة ومساعدتهم فى الإندماج داخل المجتمع، وليس السعى نحو الإساءة اليهم ونبذهم وتعريضهم للخطر.

زر الذهاب إلى الأعلى