د.فتحي حسين يكتب: أزمة الصحافة القومية !

ربما كان مصطلح الصحافة القومية غائب عن افهام الكثيرين من شبابنا الصحفيين وغير الصحفيين اليوم بسبب أن الصحافة القومية التي تمتلكها الدولة فعليا والتي من المفترض أن تكتب بها جميع التوجهات الفكرية للشعب المصرى تتعرض لازمات تلو الاخري.

بداية من تسميتها الاولي بالقومية نسبة الي الاتحاد القومي ايام الرئيس عبد الناصر والذي جاء بعد الاتحاد الاشتراكي ويعني في مفهومة :”تحالف قوي الشعب” وهو ما يعني أن كل التيارات الفكرية اليمين واليسار والوسط والشمال والجنوب لابد ان تكتب في هذه الصحف التي هي ملك الدولة وللشعب ويتم تمويلها من الضرائب التي يدفعها الشعب اي من المال العام وهذه واحدة .

النقطة الثانية هي خسائر الصحافة القومية الحكومية منذ سنوات عديدة نتيجة فشل ادارتها علي مر السنوات الماضية الامر الذي ادي الي تراكم الديون الصحفية لصالح البنوك دون داع بعد الفشل المستمر في تقديم محتوي صحفي يجذب للقراء والمعلنين علي شراء الجرائد كل يوم !

ناهيك عن العمالة الزايدة في سواء في الصحفيين او الاداريين والموظفين في هذه المؤسسات التي شاخت واصبحت مكبلة بالديون المتضخمة .

الامر الاخر الغير موجود بالصحف القومية وهو التنوع المطلوب والاختلاف في الكتابة والسياسة التحريرية بين هذه الصحف الامر الذي يؤدي الي وجود نشرة اخبارية واحدة في مختلف الصحف والمجلات الحكومية او القومية التي تتحدث بلسان الدولة .

و بالرغم من الازمات والتحديات التي تمر بها هذه الصحف مجتمعة ، بداية من ارتفاع اثمان الورق والاحبار وتكاليف تجهيز الصحف وزيادة اعداد الصحفيين والاداريين بهذه المؤسسات عن الحاجة الفعلية ،ناهيك عن اغراءات وجاذبية الصحافة الالكترونية التي يمكن الاطلاع عليها بواسطة جهاز المحمول او الموبايل الشخصي !

وقلة الاعلانات بشكل غير طبيعي وتحولها الي عالم اخر وهو اليوتيوب والسوشيال ميديا التي نجحت في استقطاب جماهير كبيرة جدا وفي وسائل التواصل الاجتماعي .

ولكن هناك خصوصيات الصحافة الورقية لا يمكن أن تجدها عبر النسخة الالكترونية تم طرح سؤال هام جدا وهو : هل ممكن أن يكون التطور التكنولوجي لوسائل الاتصال والاعلام سببا في اختفاء الصحف الورقية مستقبلا ؟ ام أن الصحف الورقية سوف تشهد تطورا كبيرا مستقبلا مما يجعل منها وسيلة اعلامية لها دورا كبيرا في مختلف مجالات الحياة .

رغم التطور الكبير الذي شهدته الصحافة الإليكترونية علي مستوي الشكل والمضمون ، اذ فتحت بشكل كبير امام المتصفح او المتلقي الذي اصبح عنصرا نشيطا في العملية الإعلامية.

وذلك خلال تفاعله مع ما يقدم من اخبار واحداث يومية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من روابط تفاعلية جعلت من الصحافة الالكترونية وشبكات التواصل فضاء لتبادل الافكار والاراء والرؤي ربما غير متوافرة في الصحف المطبوعة القومية الغير مقرؤة الي حد كبير!!

زر الذهاب إلى الأعلى