آراء

شعبان شحاتة يكتب: طريق الهاوية

قصة واقعية لعلها تكون عبرة لمن يعتبر وناقوس خطر لعلنا نتنبه إليه

أنها قصة ساقها أحد العلماء بالسعودية أثناء محاضرة له ألقاها عن الدين الإسلامي الحنيف في إحدى مدن الولايات المتحدة الأمريكية

«جاءني وهو حزين وعيناه مملوءتان بالدموع فقلت له قص على ماذا أصابك يا أخي العزيز عسى نجد حلاً، فقال إذا سردتها فلن يصدقني

سيقولون أنها من نسيج الخيال أو نسج الأفلام السينمائية قلت له: ليس كل الناس لهم عقل واحد بل العقول تتفاوت وإني لمن المصدقين لقصتك .

قال: كنت أعيش مع أبي وأمي وأختين صغيرتين لم تتجاوز أعمارهن سبع سنوات وأخي الشقيق لم يتجاوز العاشرة من عمره وقد كنا توأمين والصغيرتان أيضاً توأمتين وكنا في سعادة وهناء ترفرف علينا المحبة والرحمة والابتسامة ،وأبي كان موظفاً في إحدى الدوائر الرسمية براتب جيد وإذا قبض راتبه ذهبنا إلى السوق لنشترى ما طاب لنا ولذ، أما أمي فهي امرأة ذات أدب وأخلاق لا يوجد لها وصف، وكنت وأخى من أوائل الطلاب في المدرسة وكانت سعادتي كبيرة حين نجتمع على مائدة الطعام أو نذهب إلى المنتزهات كانت السعادة أمامنا نعيش بلا مشاكل أو ما ينغص علينا حياتنا ولكن هذه السعادة مرت

علي وكأنها كابوس مخيف حل بهذه الأسرة الصغيرة وقلبها رأساً على عقب إلى شيء لا يصدقه العقل والوجدان .

ماذا حدث؟ ابي انقلب إلى رجل مخيف وحش كاسر لا يعرف الرحمة ولا الشفقة هذا الأب الذي كان دائماً مبتسماً رحيماً انقلب فجأة إلى رجل قاس لا يعرف إلا الضرب والصراخ وكانت أمي أولى الضحايا نالت الكثير من الضرب والسب واللعان وكانت صابرة محتسبة ترجو من الله أن يرجع إلى صوابه ولكنه ازداد في شره وأسلوبه الوحشي .

ما الذي غير والدي؟ وما السر في تغيره المفاجيء يا ترى؟علمنا أن هذا التغير ناتج عن رفقاء السوء الذين قادوا والدي إلى طريق الهاوية والسقوط بعد أن أعطوا له حبة تسمى في عرفهم (حبة الحب والخيال)

وهي حبة الإجرام والدمار والخراب أنها حبة المخدرات .

تطور الأمر حتى بدا والدي يأخذ حقن الهيرويين والمورفين. بهذا الإجرام ضيع والدي حياته وفصل من وظيفته وتراكمت الديون علينا فباعت أمي المسكينة كل ما تملك من مجوهراتها. ولكن أبي ازداد في هذا الطريق وفي يوم دخل علينا والدي وهو في حالة سكر شديد وهياج منقطع النظير وهو يصرخ أعطوني مالا أعطونى مالا فقالت أمي لا يوجد عندنا مال والبيت كما ترى خاو على عروشه وأنت تريد السم الشيطاني لتهلك بدنك، هذا حرام يا رجل اتق الله في دينك، اتق الله في أولادك اتق الله فينا.

يقول والدي بأعلى صوته أنا لا أعرف بيتي ولا أولادي أريد مالا أريد مالا واشتد النقاش والصراخ .فاستل والدي يديه وطعن بها أمي المسكينة الطيبة يا له من مشهد فظيع مر علينا وكأننا في حلم سقطت أمي مضرجة في دمائها تتخبط من أثر الطعنة أي جريمة أقترفتها أمي؟ أي ذنب جنت؟ وأحيل والدي إلى السجن المؤبد وأحيلت الشقيقتان الصغيرتان إلى دار الأيتام في مدينة بعيدة عن مدينتنا، وكان نصيبي أنا وأخي دار الأيتام كذلك في مدينة أخرى

مرت السنوات والأعوام وكبرنا وكبرت القصة في قلوبنا وخرجت من دار

الأيتام مع أخي ونحن في عنفوان الشباب ولم نسمع عن الشقيقتين الصغيرتين أين هما وأين نجدهما.

وفي يوم من الأيام ساقتنى قدمي إلى طريق الشيطان فتعرفت على امرأة سيئة السمعة وتطورت علاقتنا حتى عرفتني على فتاة جميلة

وصغيرة ولكنها من بنات الهوى كانت حزينة لا تعرف الابتسامة وكأنها مكرهة على هذا الفعل وكنت أريد معرفة خبايا قلبها قلت لها: إنك حزينة وربما وراءك قصة أريد أن أعرفها أخذت تتنفس بكل ما تستطيع من قوة والدموع تتساقط من عينيها : قالت كنت صغيرة أنا وأختي وأخوان شقيقان وأبواي وكنا في سعادة ومستقرة ولكن أبي مارس طريق الشيطان وانغمس في المخدرات التي قادته إلى تدمير بيته بعد أن قتل أمي بالسكين.

فصرخ الشاب ماذا تقولين؟أنت هناء، قالت نعم أنا هناء ولكن كيف عرفت اسمي؟قال أنت أختي أنا أخوك سمير مشهد مؤثر ولكن أن يلتقي الأخ بأخته في دار الدعارة ويمارس معها الفاحشة فذلك من العجب العجاب .

 

 

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى