“رحلة عبر الزمن: الموروث والمنظور من خلال المتاحف التاريخية” جلسة حوارية بالمتحف المصري بالتحرير

كتب: محمد حربي
نظم المتحف المصري بالتحرير، برئاسة الدكتور علي عبدالحليم- مدير عام المتحف، جلسة حوارية ثقافية مؤخراً، تحت عنوان “رحلة عبر الزمن: الموروث والمنظور من خلال المتاحف التاريخية”، بين إثنين من مدراء أقدم وأعرق المتاحف التاريخية والعالمية وهما: الدكتور على عبد الحليم مدير عام المتحف المصري بالقاهرة، و الدكتور كريستيان جريكو، مدير المتحف المصري في تورين بإيطاليا. وذلك تحت رعاية وزارة السياحة والآثار، والمجلس الأعلى للآثار، وبحضور السفير ميكيلي كواروني- سفير ايطاليا في مصر، ومؤمن عثمان- رئيس قطاع المتاحف، والعديد من مديري المعاهد الأثرية والثقافية الأجنبية بمصر، وعلى رأسهم مدير المركز الإيطالي للآثار السيد جوزيبي تشتشيري، والذي يساهم حاليا في إعداد برنامج تعاون مشترك مع المتحف المصري تأتي هذه كبداية قوية لها؛ وفضلاً عن لفيف من علماء الاثار والمتخصصين في علوم المتاحف.
وتأتي هذه الجلسة الحوارية، في إطار توجيهات وزارة السياحة والآثار بضرورة تفعيل دور المتاحف في نشر الوعي الاثري والثقافي لدى المجتمع وهي أيضا ضمن سلسلة من الأنشطة والفعاليات المشتركة بين المتحف المصري بالقاهرة والمركز الثقافي الإيطالي والعديد من المؤسسات العلمية الأخرى سواء داخل او خارج مصر.
وقد دار الحوار حول عدد من موضوعات الساعة التي تهتم بشأن المتاحف، وعلى رأسها: أهمية المتاحف التاريخية التي تحتوي على آثار مصرية قديمة خصوصا وأنها تمثل الحارس للتراث الثقافي، وتقوم بدورها الهام في نشر الوعي الثقافي والتاريخي من خلال المعارض والبرامج المتحفية المختلفة. كما تمثل المتاحف في الأساس مصدرا هاما للدخل القومي ووجهة سياحية من العالم كله وهي مكان يجمع ليس فقط الاثار وانما الشعوب والثقافات المختلفة في مكان واحد، هذا فضلا عن مساهمة المتاحف في تطوير المجتمعات المحلية وجذب الاستثمارات.
وبالإضافة إلى تسليط الضوء على تاريخ وعراقة كلا المتحفين، تناول كلا المديرين أيضاً التغيرات المختلفة التي شهدتها المتاحف في نظام الترويج الثقافي الحالي في ظل العصر الجديد المليء بالتحديات والذكاء الاصطناعي والتي في حد ذاتها قد تمثل فرص مستقبلية، وذلك نتيجة للتطورات التكنولوجية الرقمية والعولمة ووسائل التواصل الاجتماعي والتجارب التفاعلية المختلفة، مما يؤثر بشكل كبير على دور المتاحف التاريخية، والتي أصبحت مطالبة بالتكيف مع هذه التطورات لكي تحتفظ بأهميتها وجذب الجمهور الذى لم يعد مقتصراً على فئة معينة، بل أصبح يشمل جميع شرائح المجتمع، مما يستلزم ضرورة تنويع طرق الترويج الثقافي لتلبية احتياجات مختلف الفئات.
ومن النقاط التي تناولتها هذه الأمسية الثقافية إدارة المجموعات في كلا المجموعتين وما لهذه الإدارة من قدرة على السيطرة على المعلومات وأمنها فضلا عن تسجيل الآثار وتوثيقها ومتابعة المعارض سواء الداخلية أو الخارجية. كما ركز الحوار على المشاريع المشتركة بين كلا المتحفين منذ النشأة وحتى الآن وكيفية تطوير وتعزيز التعاون المشترك في المستقبل ليس فقط من خلال تطوير العرض المتحفي وإنما من خلال تبادل الخبرات بينهما.
وكان السفير ميكيلي كواروني- سفير دولة ايطاليا لدى جمهورية مصر العربية؛ قد أثني على اعتزاز بلاده بعمق العلاقات التاريخية الثقافية التي تربطها بمصر، والحرص على تعزيز مجالات التعاون المُشترك بينهما، لاسيما في مجال المتاحف والآثار، وأشادا بالجهود التي يبذلها كلاً من المتحف المصري بالقاهرة والمتحف المصري بتورين للنهوض بقطاع الآثار وسُبل دعم الترويج الثقافي لها.
ومن جانبه أشاد مؤمن عثمان- رئيس قطاع المتاحف بوزارة الآثار المصرية، بجهود الدكتور علي عبدالحليم- مدير عام المتحف المصري بالتحرير، مؤكداً أن مصر وإيطاليا، بلدان عريقان في الثقافة، وهناك روابط تاريخية مشتركة قديماً، وحديثاً. موضحاً أهمية تعزيز التعاون الثقافي بين الجانبين المصري والإيطالي؛ مشيراً إلى أن هذه مهمة المثقفين من البلدين، باعتبار أنه الشغل الشاغل لهم.
وكذلك الروابط بين المتحف المصري في التحرير، والمتحف المصري في تورينو؛ والذي كان ثاني متحف يتردد عليه، في خارج مصر، ولأكثر من خمسة وعشرين عاماً، وكان يعتبره جزء من المتحف المصري بالتحرير. وأنه كان يجد من الروابط المشتركة الكثير، سواء من حيث الشركة الإيطالية؛ التي قامت ببناء المتحف المصري بالتحرير، وكذلك الأثريين الإيطاليين، الذين عملوا في المتحف المصري بالتحرير، وهناك أجزاء أثرية، بعضها في متحف التحرير، وأخرى في متحف تورينو، معرباً عن تمنياته أن يستمر هذا التواصل في المستقبل، سواء على مستوى التبادل المعرفي الموجود، أو على مستوى المشروعات الأثرية.
كما أشاد بدور السفير الإيطالي في القاهرة، ودرجه تحمسه وتعاونه الأثري؛ وقد انعكس ذلك على انجاز الكثير من النجاحات، التي لم تقتصر على المتحف المصري، فحسب، ولكن في متاحف أخرى.
هذا وقد اختتمت الأمسية بمجموعة من المداخلات والتساؤلات من الحضور لكلا المديرين وعبر الحضور عن سعادتهم بهذه الأمسية الهادفة وأعربوا عن أمنياتهم بأن تتكرر على مدار الشهور المقبلة.