منوعات

نهــی عــراقـي تكتب : عَــالَــمٌ اِفْـتِـرَاضِـيٌّ

العالم الإفتراضي أو العالم الخيالي أو الفضاء غير الواقعي هو ذلك الذي يعتمد علی المحاكاة من خلال الأجهزة الإلكترونية.

تتنوع في أرجائه الشخصيات، وتتمايز بين طياته البيئات، تتلاقى الأفكار، وتتجاذب الرؤى.

برامج التواصل فيه شتى الأنواع إلا أنه بالرغم من كل هذا التنوع والثراء يبقى في نهاية المطاف تواصلا غير واقعي.

للأسف هذا العالم غير الحقيقي، والذي كنا نستخدمه فقط في الألعاب والتسلية قد أصبح أمرا إلزاميا، وواقعا معاشا في جوانب حياتنا الاجتماعية.

أصبح بشكل كبير، ولافت الإنتباه يتحكم في كل مشاعرنا حتی مشاعرنا تلك يريدون لها أن تصبح محض مشاعر إفتراضية باردة.

متى ما كان الأمر كذلك فسنصبح أجسادا جامدة، مادة بلا روح؛ مجرد أوثان وتماثيل؛ يحركوننا ويوجهوننا كيفما يشاؤون.

لقد أصبح عالم السوشيال ميديا أمراً واقعاً، وذلك لأغراض هامة كالتواصل الإجتماعي والمعرفة.

لا ننكر أيا من مميزاته ولكن لا يمكننا أيضا أن تجاهل عيوبه، والتي من أسوئها القضاء علی الروح، وتغييب الهوية، والتخلي عن الواقع.

أصبحت العلاقات الإنسانية كالصداقة هلاما هشّا؛ حيث تجري وقائعها من وراء الشاشات وتحدث كواليسها المُرة خلف الجدران.

إننا لا ندري عن الطرف الآخر شيئاً، ولا نعرف طباع أولئك الذين يسكنون صفحاتنا.

نرى أحدهم يريد أن يقتحم علينا حياتنا، وأن يمارس فيها ما يشاء مما يضطرنا لحظر حسابه من طرفنا ينتهي الأمر عند هذا الحد، وفي تخيل الطرف الآخر أنه سيقضي وقتاً سعيداً فقط ثم يقوم بعمل حظر ويبحث عن صفحة أخری.

هناك من يريد إقامة علاقة عاطفية، وهو في الأساس لا يُكن أي مشاعر حب للطرف الآخر فعلامَ تقوم مثل هذه العلاقات؟!!

أين حرارة الأحاسيس؟! أين وفرة المشاعر؟! وأين تتواجد تلك الروح؟!.

إن مشاعر الإنسان هي نسيج الروح، هي التي تحيي الجسد، والتي سيصبح بدونها جُثة هامدة.

تكون مع هذه التقنيات الحياة باهتة، باردة، وتصبح الأغلبية ممن يعيشون في هذا العالم الحقيقي تتعامل بقانون العالم الافتراضي.

فلتخرجوا العلاقات الإنسانية من غيابات ذلك العالم الإفتراضي، إفعلوا ذلك فقط من أجل سلامتكم النفسية وضمانا لصحتكم الإجتماعية.

 

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى