د.فتحي حسين يكتب: تطبيق السنة التأسيسية فرصة ذهبية للطلاب
ربما هي فرصة ذهبية للطلاب والطالبات قبل الالتحاق بالجامعة،في دخول الكليات التي يحلمون بها دون الحصول علي مجموع تنسيق هذه الكليات ،عبر السنة التأسيسية التي أعلنت عن تطبيقها الحكومة عبر التنسيق مع وزارة التعليم العالي والمجلس الأعلى للجامعات الخاصة والأهلية العام الدراسي المقبل ، ومن اجل تحقيق احلام طلاب الثانوية العامة الذين لم يحالفهم المجموع لدخول الكليات التي يرغبونها ويحلمون بها كالطب والهندسة والحاسبات والذكاء الاصطناعي والاقتصاد ،وغيرها من كليات القمة ، ولكنهم لم يدخلوا بسبب نقص درجات قليلة في مجموعهم العام بالثانوية العامة.!
فقدجاء تعديل في قانون الجامعات الخاصة والأهلية رقم 12 لسنة 2009 ، والذي أشار إلي إمكانية أن يدرس الطالب بالكلية التي يرغبها لمدة سنة وفق ضوابط محددة تضعها وزارة التعليم العالي ومجلس الجامعات الخاصة والأهلية ،حتي تساعد الطالب علي تحقيق أحلامه في المجال الذي يحبه من منطلق القاعدة الشهيرة حب ما تعمل حتي تعمل ما تحب! وهي ما تم تسميتها بالسنة التأسيسية والتي سيتم تطبيقها اعتبارا من تنسيق القبول بالجامعات للعام الدراسى القادم 2025/2026 ،كما ان التقدم للجامعات يكون بناء على المجموع الدراسي، حيث يحدد الحد الأدنى للقبول في كليات مثل الطب في الجامعات الحكومية بـ 93%، بينما يصل الحد الأدنى في الجامعات الخاصة والأهلية إلى 85%. وهكذا ، وهذا الأمر هو جيد في شكله ولكنه ربما يكون سيء في مضمونه ،لان بعض الطلاب ربما تمارس حيل الغش والتدخل للنجاح في السنة التأسيسية من أجل استكمال الدراسة في الكلية وهو لا يستحقها ! كما يخشي عند تطبيقه الا يحقق مبدأ العدالة الاجتماعية بين الطالب المجتهد والمتميز وبين الطالب الأقل تميزا ،ولكنه وضع ضوابط من لا يجتاز هذه السنة سيعود الي مجموعه الاصلي في الثانوية العامة العام الماضي ويلتحق في تنسيق الجامعات مع الكلية التي تتفق مع مجموعه!
كما أن بعض الطلاب الذين لا يحققون هذا المجموع قد يفكرون في السفر للخارج للدراسة، حيث إن عدد الطلاب المصريين الذين يسافرون للدراسة في الخارج بلغ حوالي 35.000 طالب، وهذا له تأثير من الناحية الاقتصادية لانه بيضغط علي البحث عن الدولار لسفر الابناء للخارج ،وبلدنا اولي بهذا العملات الصعبة!
كما أن هذه السنة ليست شاملة لجميع طلاب الثانوية العامة، بل تنطبق على الطلاب الذين تقل درجاتهم عن الحد الأدنى بـ 5%، حيث توفر لهم فرصة لدراسة المواد المؤهلة فقط .
اعتقد أن السنة التأسيسية تعتبر وسيلة لتأهيل الطلاب الذين يرغبون في الانتقال من شعبة الرياضيات إلى شعبة العلوم أو العكس، مع التركيز على ضرورة دراسة المواد الأساسية مثل البيولوجي واللغة الإنجليزية التي تؤهلهم لدراسة الطب أو الهندسة.!
والسنة التأسيسية كما جاءت في نص مشروع القانون فى تطبيق أحكامه، محتوى علمى بنظام الساعات المعتمدة ينتهى منه الطالب فور اجتيازه، ويتلقى الطالب خلالها مواد علمية ومقررات دراسية ترتقى بها مهارات وجدارات الطلاب لتؤهلهم للدراسة فى الكلية التى يرغبون فى الالتحاق بها، واعتقد أن تطبيق هذا المشروع يساعد في تقليص الفجوة المعرفية بين مخرجات التعليم وما يتوقع من الطلاب أداؤه فى المرحلة الجامعية، بهدف تحسين مخرجات التعليم من الكوادر المُؤهلة لسوق العمل بشكل نسبي!
ومن المميزات ايضا لهذا النظام برأي هو أن الطلاب الناجحين بعد السنة التأسيسية يستطيعون استكمال دراستهم فى الكلية من السنة الأولى بشكل طبيعى، أما الراسبون فستكون أمامهم الكليات الأخرى التى قبلت مجموعهم فى سنة الحصول على الشهادة الثانوية أو ما يعادلها من السنة الأولى.
فضلا عن أن هناك شرطا ألا تزيد نسبتهم على ١٠٪ من الطلاب الجدد الملتحقين بالكلية، حتى لا يكون فتح الباب أمام هؤلاء على حساب الطلاب الجدد الذين حصلوا على المجموع المطلوب للالتحاق بالتخصص.
كما تمثل خطوة لتخفيف الضغط والأعباء عن الجامعات الحكومية بشرط أن يتزامن ذلك مع عدم السماح بدخول الطلاب الوافدين لهذه الجامعات بمجاميع تقل عن ذلك و رسوم أقل من نصف رسوم الجامعات الخاصة والأهلية فى تمييز للوافدين على المواطنين.
كما انه يعد فرصة ثانية للطلاب الذين لم يحصلوا على المجموع المطلوب، وبحد أقصى ٥٪ أقل من الحد الأدنى للقطاع الذين يرغبون فى الالتحاق به، يتيح الفرصة للطلاب المتفوقين فى التخصص الذى يريدون دراسته ولم يوفقوا فى مجموع الثانوية العامة بسبب مواد أخرى للالتحاق به، كما يقلل عدد الطلاب المصريين الدارسين فى الخارج ،خاصة وأن لدينا جامعات ومعاهد تفوق في مستوياتها العلمية بعض الجامعات الأجنبية في الدول الغربية !!