دلال عبد الحفيظ تكتب: المرأة العاملة والرؤى التنموية المعاصرة

تواجه المرأة العاملة – خاصة بمجتمعاتنا العربية- العديد من الضغوط التنظيمية المعلنة والخفية التي تسبب إجهادًا وظيفيًا للعامل مثل: (التسريح أو الاستغناء عن العاملين، مدى توافر فرص العمل، حجم المدخرات المالية للموظف، قابلية التوظيف ومستوى المهارات المطلوبة، سوء المعاملة بأماكن العمل، التحيزات العنصرية والجنسية ببيئة العمل) ويتباين تأثير هذه الضغوط؛ وفقًا لعمر الموظف، ومستواه التعليمي.
ومن ثم تواجه المرأة تحديًا متناميًا حول احتمالات فقدان الموارد بشكل أكثر سرعة، وأكبر حجمًا، وأقوى تأثيرًا، وأشد ضررًا من اكتساب الموارد، ومن ثم فإن دوامات كسب الموارد- على مستوى النساء العاملات- تكون أكثر ضعفًا وبطئًا في مستوى تطورها.
ويمكن للمرأة العاملة توظيف مهاراتها المهنية في خضم البيئة التنظيمية والثقافة الإدارية التي تقوم على إعلاء قيمة الأمن والاستقرار، وتجنب إثارة المشاكل والمشاحنات؛ من خلال الإيمان بأهمية التعاون التنظيمي، وديموقراطية القرار، وهو ما يعد استثمارًا للمقومات المهنية للمرأة ، وهو السبيل الوحيد؛ للحماية من فقدان الموارد، والتعافي من الخسائر، وكسب الموارد؛ ذلك من خلال استخدام المدخرات، وتنمية المهارات، وتعظيم مقدار الثقة؛ لتعويض أي فقدان محتمل؛ إن لم يتم تحقيق مكاسب.
والسبيل الوحيد للخروج من هذا النفق المظلم؛ يكمن في تبني إدارات الموارد البشرية بالمنظمات لنظم وإستراتيجيات تعزيز رءوس أموالها الابتكارية والبشرية والنفسية؛ كي تكون قادرةً على الوفاء باحتياجات وتوقعات العاملين- على اختلاف النوع- وإرساء خطط إستراتيجية واضحة المعالم؛ لمستقبلهم الوظيفي؛ فلا سبيل سوى الاستثمار البناء في الموارد البشرية، والاتجاه نحو تبني المواهب والأفكار العملية البناءة؛ وتعزيز فرص الإبداع والابتكار؛ بمختلف المجالات والأنشطة التنظيمية.
هذا إلى جانب تسليط الضوء الإعلامي على المبادرات التنموية الناجحة بمجتمعاتنا العربية؛ كي يمكن تعظيم الاستفادة من تجارب ودراسات الدول الأجنبية حول دمج المرأة، والمزارعين، والعمال، والحرفيين والرياضيين وغيرهم في إستراتيجيات التنمية المجتمعية؛ باعتبارهم ومؤسساتهم بمثابة موارد بشرية وكيانات تنظيمية فعالة؛ تعزز خطط النمو والانفتاح الاقتصادي على الأسواق الإقليمية والعالمية، وتعزيز العلاقات السياسية الدولية؛ باعتبارها إحدى قوى الدبلوماسية الناعمة التي يمكنها توظيف أدواتها الاتصالية في إدارة علاقاتها مع الجماهير.