وسام الجمال يكتب : صديقي لاتبكي على

في إحدى سنوات عمري الأولى كنت احضر جنازة لأحد الشباب في بلدتنا والذي كان يملأ الدنيا فرحا ومرحا على كل من حوله كان بشوشا محبا ومحبوبا وكان له صديق هذا الصديق انهار تماما علي وفاته حتى انه كان يقول أدخلوني معه كنت أراه أمرا مبالغ فيه مرت أسابيع قليله وإذا بي اسمع المنادي ينادي علي هذا الشاب لقد توفي بسبب حزنه الشديد على صديقه

بعد أن بلغت منتصف العشرينات من عمري كان لي زميلان توفي أحدهم وكنت خارج بلدتنا فلم أعلم بوفاته وعند عودتي صدمت لوفاته وكانت الصدمة الأكبر وفاة الزميل الثاني أثناء الدفن لقربهما من بعضهما

هذان الحادثين في حياتي اعتقدت في بادي الأمر أنهم صدف وانه لايوجد إنسان يموت وراء انسان بهذه الطريقه.

مع مرور الزمن وجدت قصص كثيرة مشابهه اخ واخته اخت واختها ابن وأبيه ام وإبنها مما جعلني افكر وافكر هل هناك علاقات تكون هكذا؟ الى أن وقعت في مشكلة مرة ما وابتعدت كثيرا عن الكل ولي صديق ذهب ليسأل عني فقيل له اني في مصيبة ما وتم تهويل الموضوع له مما جعله يذهب الى بيته ويصاب بالحزن الشديد الذي أثر عليه صحيا بسبب ما سمع انه اصابني ولم أكن أعلم بما أصابه حتي علمت صدفه من أحد أقاربه لكن لم أستطع مقابلته لسفره عقب شفائه

علاقتي بهذا الصديق تمتد الان لأكثر من أربعين عاما تخللها فجوات كثيرة خلافات لكنها لم توثر علي الود الأساسي والمحبة والقرب حتي أثناء البعد

الان تذكرت ماحدث امام عيني من حالات وفاة لأشخاص حزنا علي أصدقائهم لذلك أوجه رسالة الي صديقي لا أعلم مدي حزنك عندما افارق الدنيا هل سيكون كبير ام لا المهم عندي اني احبك لايهمني أن كنت تحبني المهم عندي أن تقف وتتلقي عزائي فليس هناك من يتلقاه

صديقي لاتحزن على ادعوا لي فأنت أقرب لي وتعلم مدي احتياجي للدعاء وقتها

صديقي رسالتي لاتبكي على بل ادعوا لي

Yoast