آراء

وسام الجمال يكتب : كابوس الثانوية العامة وحلم الابناء

الصعوبة لاتكمن في انك تعرف شيء ، أو لا تستطيع التأقلم معه. الصعوبه تكمن في بدايه معرفة الشيء.

من وجهة نظري الشخصية التي لا افرضها علي أحد “أن مرحلة بداية تعلم القراءة والكتابة أكثر صعوبة من أي مرحلة أخرى يمر بها الشخص ،

مثال :- عندما نتعلم المشي أو نتعلم كيفية تناول الطعام ” لكن عندما يصل بنا الأمر إلى إعتبار أن الأول على الثانوية العامة هو المميز و هو الأجدر بالإحترام ، وأنا طبعا لا أقلل من حلم أحد أو مجهود احد، لكننى أعتبر أن معلمي الصفوف الدراسيه الأولي هم أكثر الناس الذين يستحقون الإشادة فالطفل في بداية مراحله الأولى لايستطيع أن يفرق بين شيء و اخر و مهمتك كمعلم أن تعرفه الفرق بينهما فكما نقول في المثل الشعبي “لايعرف الفرق بين الالف وكوز الذرة “.

حينما يتجاوز الطفل هذه المرحلة ويعرف و يتجه للمراحل التي تليها و يجتهد و يزداد علما إلى أن يصل الي مرحلة “الثانويه العامه ” تلك المرحلة المحرمه التي تجعل كل البيوت في نكد مستمر . الأب والأم لهم هدف يريدون تحقيقه من خلال الابن ” طب- صيدله -اقتصاد وعلوم سياسيه –ألسن- وهلم جرا ”
طيب حلم الولد أو البنت ايه ؟ سألته ؟ قعدت معاه ؟ عرفت دماغه وتفكيره رايح فين؟

في يوم من الايام كان لي صديق له ابنه في الثانويه العامه مش عايز اقول لكم أد إيه كمية الدروس الخصوصية وساعات المذاكرة ؟ كلنا توقعنا تفوق البنت وأنها ستحصد الدرجات النهائية بكل تأكيد ، ولكن الصدمة كانت في المجموع 75 %. حزن الأب، نكد علي البنت ، خرج من المنزل هائم علي وجهه، وعندما قابلني أصطحبته الي احد المدن الساحلية و دار بيننا حوار علمت منه ماحدث. صدمت و قلت له أحنا لازم نرجع دلوقتى حالا و بعد شد وجذب رجعنا و جلسنا علي مقهى تحدثنا و اقنعته يقعد مع البنت يعرف ميولها رفض طلبت اقعد معها قعدت هونت عليها قالت ياعمو انا نفسي ادخل كليه كذا وسمت الكليه بس بابا مصر اني ادخل صيدله مش باحبها مش عايزاها. البنت راحت قدمت فعلا في الكليه اللي عايزاها و الان هي في الصف الثالث كل عام امتياز وصديقي فرحان.

أقعدوا مع ولادكم و اعرفوا قدراتهم وميولهم إيه ، هما جايين الدنيا يحققوا أحلامهم الشخصيه اللي ها ينجحوا فيها مش اللي حضراتكم عايزنها انت تتمني وهو يريد ولن يتميز الا فيما يريد.انهو أسطورة الثانويه العامه فأنتم من صنعتموها، فأنهوها الأن واتركوا المجال لأبنائكم ، اتركوهم يدخلوا مدارس مهنيه اتركوهم حتي بلاتعليم افضل من إصابتهم بعقد نفسيه أخرجوا أبناء أصحاء نفسيا للمجتمع

فكابوس الثانويه هو كابوس من صنع الأهالي والثانويه العامه اقل من الحلم العادي

زر الذهاب إلى الأعلى