آراء

رحيل ورثة الأنبياء

لاشك أن موت العلماء خطب جلل ورزية عظيمة وبلاء كبير إذ الأشخاص كلما كان دورهم عظيماً وأثرهم كبيراً كانت المصيبة بفقدهم أشد ، لكنها سنة الله الجارية والماضية في عباده، الموت لا محيد عنه ولا مفر؛ لكن فرق كبير بين موت إنسان من عامة الناس لا يشعر بفقده إلا أهله وأقاربه فيترحمون عليه ويدعون له بالمغفرة، وبين موت علم من أعلام الأمة وحبر من أحبارها، يستفيد الناس من علمه وفتاواه ويعبدون الله على بصيرة، ويتعاملون بينهم على ما شرع الله .

ماذا خسرت الامة بموت العلماء ؟ لاشك أننا خسرنا وارثين من ورثة النبوة ، فالأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، وإنما ورّثوا العلم، وخسرنا العدول الذين ينفون عن دين الله التحريف والتأويل،

فالعلماء لا يعطون الناس شيئاً من المال، ومن حطام الدنيا، وإنما يعلمونهم العلم، لذلك كانوا كباراً، فعيشهم ليس لأنفسهم فقط، وإنما للناس لتعليمهم وإرشادهم إلى الحق، فهم كما وصفهم الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله: ((يدعون من ضل إلى الهدى ويصبرون منهم على الأذى يحيون بكتاب الله الموتى ويبصرون بنور الله أهل العمى فكم من قتيل لإبليس قد أحيوه وكم من ضال تائه قد هدوه)) 

ومن بين هؤلاء الذين فقدتهم الامة مؤخرا عالما عاش فى قرى الصعيد وتعلم فى ضواحيها وبزغ نجمه ونبوغة مبكرا بين عشيرته وذاع صيته حتى عانق نجوم السماء ، انه فضيلة الشيخ احمد عبدالرحيم القاضى

حصل على الشهادة الاعدادية من معهد فرشوط الازهرى ثم الشهادة الثانوية من معهد جرجا الديني.. وتخرج فى كلية الدعوة الاسلامية بالقاهره شعبة أديان عام 1975

عين مدرسا بالأزهر الشريف بمعهد أبوبكر الصديق بالغابات ثم عمل مدرسا بمعهد بني حميل الإبتدائي الازهرى وفى ذات الوقت كان خطيبا مفوها

في عام 1987 عين خطيبا بالاوقاف واستمر بالدعوة الى الله لأكثر من 40 عاما متتالية شارك بالعديد من الأمسيات والندوات الدينية والمسابقات وغيرها…. كان له دور بارز في المصالحات… وكان قائما بأعمال المأذون الشرعي لقرية بني حميل التابعة لمركز البلينا محافظة سوهاج من عام 75 حتي 2010 في حياة والده المأذون الشرعي الشيخ عبدالرحيم القاضي…

شارك أهل قريتة ومدينته المناسبات وفي المحافل العامه والمصالحات وكان ذا وضع اجتماعي عال معروفا ضمن رموز ووجهاء البلاد

واذا كان فضيلته قد فارقنا بجسده فمازالت كلماته ومواعظة ترن فى الاذهان ولا ينبغي أن يخور العزم، ويضعف العطاء ، بفقد بعض العلماء ، ففي الأمة بحمد الله من سيحمل مشعل الهداية، وراية العلم والدعوة، وقد ترك لنا من نسلة ذرية تحمل مصباح الهداية نسأل الله ان يرحم علماء هذه الأمة ويجمعنا معهم فى الفردوس الاعلى .

زر الذهاب إلى الأعلى