الاسترخاء أبرزها.. 7 فوائد نفسية وجسدية لقيامك بالخياطة والكروشية

كتبت :ميادة فايق

هل كنت تراقبين جدتك أو والدتك وهي تقوم بصنع شالٍ من الصوف باستخدامها ابرة واحدة أو اثنتين؟ هل سبق وأعجبتِ بمدى الدقة في صناعة مفارش الطاولات المصنوعة بالإبرة يدوياً؟ على الرغم من ارتباط هذه المشاهد لدينا بجداتنا وأمهاتنا، أو السيدات الكبيرات في السن، فإن الفوائد النفسية والجسدية للقيام بالأشغال اليدوية ومنها حياكة الصوف أكبر بكثير من الحاجة الفعلية لصنع المنتجات بسبب عدم توافرها في الأسواق.

١ . الاسترخاء وتخفيف التوتر، والأثر المهدئ للحياكة:

حركة اليد المتكررة عند الحياكة أو الكروشيه تنتج حالة استرخاء مشابهة لتلك المرتبطة بالتأمل واليوغا. فقد أظهرت الدراسات أن الحركات التكرارية تحفز إنتاج الهرمونات المسؤولة عن تهدئة الجسم، وهو ما نشاهده عندما نقوم بهز أطفالنا لتهدئتهم حيث أن لحركة الاهتزاز المتكررة تاثيراً مهدئا قويا.ً بالإضافة إلى ذلك فإن تحريك العينين من جهةٍ إلى أخرى بشكلٍ متكرر حين تقومين بالحياكة هو أمرٌ يساعد على الاسترخاء بحد ذاته كأحد تقنيات اليوغا القوية بتحريك العينين من جهةٍ لأخرى وتدويرهما. فبعض الأبحاث تبين أن تحريك عينيك من جهةٍ إلى أخرى لمدة 30 ثانية يوميا يساعد على تحسين الذاكرة بنسبة ١٠٪

٢ . تعمل كمضاد اكتئاب:

عندما تقومين بعملٍ ممتع فإن مركز المكافآت في الدماغ يفرز ناقلاً عصبياً يدعى “دوبامين” وتدعم الأدلة الناتجة عن الاستبيانات تأثير الحياكة في إنتاج الدوبامين. ففي إحدى الدراسات التي شملت أكثر من 3,500 شخص مصاب بالاكتئاب أجاب 81 % من الأشخاص بشعورهم بالسعادة بعد تجريبهم للحياكة، كما أجاب أكثر من نصف الأشخاص بأنهم يشعرون “بسعادةٍ كبيرة.”

٣ . تعزز ثقتك بنفسك وشعورك الإبداعي:

على الرغم من تشابه آثار ممارسة التأمل مع الحياكة والكروشيه فإنه على العكس من التأمل، ستعطيك الحياكة نتائج ملموسة مباشرةً ومنتجاتٍ مفيدة والتي ستعزز ثقتك بنفسك. وغير ذلك فإن مشاهدتك لمنتجاتك تزين منزلك، أو بتلقيك المديح من المحيط سيقوم بتحفيز إفراز المواد الكيميائية في جسمك والتي تعزز مشاعرك الإيجابية والجيدة.

ستساعدك الحياكة أيضا على تحسين شعورك بالكفاءة الذاتية حول قدرتك على القيام ببعض المهام. إن إحساسك بالكفاءة الذاتية هو مفتاح لطريقة مواجهتك للتحديات الجديدة ولتجاوز خيبات الأمل التي تعترضك في الحياة.

٤ . تساعدك على التخلص من الوزن الزائد والتأقلم مع الظروف الصعبة:

يرى الباحثون بالحياكة والكروشيه “إدمانا بنّاءً” والذي يستبدل العادات الأخرى أو الأكل العاطفي. الجيد في الأمر أن أدوات الحياكة لن تأخذ حيزاً كبيراً في حقيبتك، وبإمكانك ممارسة هذه الهواية في أي مكان. بعض الأشخاص يجدون أن الأعمال اليدوية تساعدهم على التحكم بوزنهم وأنت تحملين سنارة الحياكة، سيكون من الصعب أن تأكلي حين تحيكين. وبالتالي فسيكون هناك وجباتٍ أقل تأكلينها بسبب شعورك بالضجر.

٥ . تحسّن لك ذاكرتك وتعمل كمضاد للشيخوخة:

يعاني اليوم أكثر من 35 مليون شخص حول العالم من فقدان الذاكرة، وبحلول العام 2050 سيزداد هذا الرقم لأكثر من ثلاث أضعاف. غير أن أدمغتنا مرنة ويمكن لها أن تتأقلم مع البيئة التي نضعها بها، فقد أظهرت الدراسات أن النشاطات الذهنية المحفزة لعمل الدماغ يمكن لها أن تمنع ضمور الدماغ وأن تؤخر فقدان الذاكرة. كما دلت التجارب السريرية أنه يمكن للتدريب الذهني تحسين المهارات المنطقية وسرعة معالجة الدماغ للمشاكل التي تواجهه لمدة تصل إلى عشر سنوات بعد انتهاء التدريب. في هذا المجال فإن الحياكة تكون فريدة باستطاعتها على تشغيل مناطق عديدة من دماغنا حيث تعمل مع ذاكرتنا ومدة انتباهنا، وفي نفس الوقت تعمل على تشغيل معالجتنا البصرية والفراغية، الجانب الإبداعي من دماغنا، وقدراتنا على حل المشاكل وبإمكانها أن تقلل، مع غيرها من النشاطات الحرفية، من احتمالات إصابتنا بالضعف الإدراكي المعتدل بنسبة تتراوح بين 30 إلى 50 بالمئة.

٦ . تسكين الآلام الجسدية:

إن تشابه تأثير الحياكة والكروشيه مع تمارين التأمل واليوغا والاسترخاء الناتج عنه يساعد على تخفيض تسارع نبضات القلب وضغط الدم كما يساعد على تقليل مستويات هرمون التوتر الكورتيزول في الدم. وفي دراسةٍ أجريت على 60 متطوع يعانون من آلامٍ مزمنة، فقد وجد الباحثون أن الحياكة ساعدت هؤلاء الأشخاص على إعادة توجيه تركيزهم مساعدةً إياهم على تقليل شعورهم بالألم. فالألم لا ينتج عادةً في المنطقة من الجسد التي تشعرين بها بل ينتج عن ترجمة الدماغ للإشارات التي ترسلها المناطق المختلفة من الجسم إليه. ولكنه لا يستطيع التركيز على نشاطين كبيرين في الوقت نفسه وبذلك فإن النشاطات كالحياكة والكروشيه تجعل من الأصعب على الدماغ أن يسجل إشارات الألم هذه.

٧ . شعورك بالتحكم وامتلاكك لما تقومين بصنعه:

نمرّ جميعنا بحالاتٍ من الإحساس بعدم قدرتنا على التحكم بالظروف المحيطة بنا. قد تشعرين أحياناً أن الأمور تمشي من حولك بصورة أبطئ بكثير أو أسرع بكثير من قدرتك على مواكبتها. ولكن قطعة الكروشيه أو الصوف التي تقومين بصنعها هي لك أنت وحدك. يمكنك أن تصنعيها بالسرعة التي تناسبك، بالألوان التي تختارينها وبالطريقة التي تعطيك القدر الأكبر من الراحة. لا تفكري بضرورة أن تكون القطعة ممتازة، يكفي أنك تقومين بشيءٍ تحبينه وخاصٍ بك أنت ويشعرك بالسعادة.

زر الذهاب إلى الأعلى