الدولة

توجيه بالتوسع في إنشاء المدارس اليابانية  

 

    وجه الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء بالتوسع في إنشاء المدارس اليابانية، التي تناسب شريحة متوسطي الدخل، وتقدم تعليماً على مستوى عالٍ، مشدداً على ضرورة الاهتمام بوجود نظام إدارة كفء لتلك المدارس، بما يضمن استدامة تقديم الخدمات التعليمية بهذا المستوى المتميز، مع دراسة إمكانية فتح المجال للقطاع الخاص لإنشاء مدارس يابانية وإدارتها بنفس المنهجية، على أن يتم التنسيق في هذا الصدد مع وكالة “جايكا” اليابانية.

جاء ذلك خلال لقاء  الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم؛ لاستعراض إجراءات تطوير منظومة التعليم العام (رياض الأطفال – المرحلة الأساسية – الثانوية العامة)، وكذا تطوير التعليم الفني، خلال الفترة من (2017 – 2022)، ومستجدات مشروعات المكتبات الرقمية، وذلك بحضور الدكتور أحمد ضاهر، نائب وزير التربية والتعليم لشئون التطوير المؤسسي. 
 

    وخلال اللقاء، بدأ وزير التربية والتعليم والتعليم الفني حديثه عن الإجراءات التي تم اتخاذها في الفترة من 2017 – 2022 لتطوير مراحل التعليم المختلفة، من خلال إلقاء نظرة على عدة نقاط من بينها الهدف القومي والاستراتيجي للتعليم في مصر بصفة عامة، وتطوير التعليم الفني بصفة خاصة، مشيرا إلى أنه فيما يتعلق بالهدف القومي والاستراتيجي للتعليم في مصر، والذي يدخل ضمن القوة الناعمة المصرية، يتمثل في أن يكون لدينا تعليم مرن وشخصي، وأن تكون المناهج التعليمية المصرية ذات مواصفات عالمية، بحيث تتضمن هذه المناهج أساليب تكوين الشخصية، بالإضافة إلى تعلم مهارات الإبداع والابتكار، ولاسيما لدى صفوف مرحلة رياض الأطفال، والصفوف الأولى من المرحلة الابتدائية، فضلا عن إتاحة التحول الرقمي في مناهج التعليم المصرية، بحيث تكون مهارات تكنولوجيا المعلومات متاحة للجميع في كل وقت وفي كل مكان، من خلال الاستفادة من محتوى بنك المعرفة المصري، وأيضا عن طريق إتاحة قنوات (مدرستنا 1 و2 و3) على قناة “اليوتيوب”، ومنصة “إدارة التعلم” للمرحلة  الثانوية، ومنصة “ذاكر” لكل الصفوف، بجانب منصة ” حصص مصر”.
وتطرق وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إلى تجربة المدارس المصرية اليابانية، بالتعاون مع وكالة اليابان للتعاون الدوليJICA ، والتي بدأت اعتبارا من العام 2018-2019، من خلال تشغيل 35 مدرسة بـ 21 محافظة، اعتمادا على نظام التوكاتسو الياباني المبني على نظام التعلم عن طريق الفعل”، كما استهدفت الوزارة فتح 15 مدرسة في العام الدراسي 2020-2021 بطاقة استيعابية 12.880 طالب، وخلال ذلك شرح السيد الوزير نماذج لبعض المناهج التي يتم تدريسها في تلك المدارس، ومناهج نظام التعلم الجديد.

   كما تناول الوزير جهود تطوير التعليم في المرحلة الثانوية، موضحاً أنه تم العمل على تغيیر أسلوب التقییم من الأسلوب القدیم الذي یقیس مھارة استرجاع معلومات محفوظة لمسائل معروفة إلى أسلوب يقیس مقدار فھم مخرجات التعلم الحقیقیة المستھدفة، وذلك من أجل انتزاع المرض العضال في التعلیم المصري في السنوات الأخیرة، والذي یتلخص في تجریف مفھوم التعلیم إلى صناعة الحصول على درجات بكل الوسائل المشروعة وغیر المشروعة، من أجل الحصول على شھادة بلا مھارة أو تحصیل حقیقي.

        كما أشار الدكتور طارق شوقى إلى أنه من أجل تحقیق ھذا الھدف، والذي یمثل نقلة في الفكر والأسلوب كان من الضروري إعداد عناصر مهمة، منها إعادة صیاغة المناھج، بما یسمح للطلاب بفھم مخرجات التعلم عن طریق بناء مواد تعلیمیة رقمیة تفاعلیة لكل مناھج المرحلة الثانویة، حتى نساعد الطلاب على التفكیر بشكل جدید ونتفادى الكتب الخارجیة والدروس الخصوصیة، ونوفر أحدث ما وصلت إلیه نظم التعلیم في العالم ونضعه بین أیدیھم، وھو ما  أتاحته “منصة إدارة التعلم” التي تحتوي على مئات الآلاف من المصادر الرقمیة المصنفة لكل مادة ولكل درس والمستقاة من كبرى المؤسسات العالمیة، مثل “بریتانیكا”، و”دیسكفري” و”لونجمان” و”نھضة مصر”، وغيرها من المؤسسات، وذلك باللغات العربیة والانجلیزیة والفرنسیة.

اضاف الوزير أن من بين العناصر أيضا إتاحة المصادر الرقمیة لكل طالب في المرحلة الثانویة بغض النظر عن القدرة المالیة، ومن أجل تكافؤ الفرص بین جمیع الطلاب، ولھذا قررت الدولة، منح كل طلاب المرحلة الثانویة جھاز تابلت حدیث مجانا، حيث تم اتاحة 1.8 مليون جهاز، فضلاً عن اقامة بنیة تحتیة تكنولوجیة في المدارس الثانویة بها خادم مركزي، وشبكة “واى فاي” داخلیة، وإنترنت فائق السرعة بخطوط الفایبر، لأكثر من 2400 مدرسة، وشاشات ذكیة باللمس في فصول المدارس الثانویة، وصل عددها إلى نحو 36 ألف شاشة، إلى جانب إتاحة شریحة داتا من شركة المصریة للاتصالات لكل طالب بتكلفة رمزیة من اجل الوصول الى المصادر الرقمیة داخل وخارج المدرسة.

ونوه الدكتور طارق شوقي إلى أن القرار الخاص بأداء الامتحانات على التابلت من أجل استحداث نوعیات جدیدة من الاسئلة لا یمكن أداؤھا ورقیا من ناحیة، ومن أجل إنھاء مشاكل التسریب، والأھم ھو إتاحة التصحیح الإلكتروني بدون عنصر بشري، وبدون كنترولات وبدون أخطاء بشریة.
 
وتطرق الوزير إلى تفاصیل منظومة بناء الأسئلة الإلكترونیة، والتي تتم في المركز القومي للامتحانات والتقییم بالتعاون مع مؤسسة “بیرسون”، وكذا منظومة صنع الامتحانات الالكترونیة من بنوك الأسئلة، وربطھا بقواعد بیانات الطلاب، وتنفیذھا واستقبال الإجابات، لتصحیحھا حتى إعلان النتیجة، موضحاً أنه تم تصحيح أكثر من 10.4 مليون امتحان إلكتروني على مدار العامين الماضيين.

وحول مصادر المذاكرة والمراجعة لطلاب الثانوية العامة، أوضح الدكتور طارق شوقي، أن بنك المعرفة المصري يتيح “منصة إدارة التعلم”، التي تضم العديد من الفيديوهات والنصوص، والأسئلة التفاعلية، والتدريبات والمراجعات، والمقاطع الصوتية، لمختلف المواد الدراسية، باللغات العربية والانجليزية، والفرنسية، هذا إلى جانب “منصة حصص مصر”، وقناة “مدرستنا 2”.

اضاف الدكتور طارق شوقي أن من أبرز ما حدث في تطوير التعليم هو التحول الرقمي الأكبر في مصر، والذي من خلاله تم توفير محتوى تعليمي مصري من أرقى المصادر الدولية، وأصبح لدينا عشرات الملايين من المتابعين لهذا المحتوى من خلال القنوات المتاحة عبر شبكة الإنترنت وفي مختلف القنوات الأخرى، وهو ما أهّل مصر لتصبح ضمن أعلى ١٩ دولة في تصنيف الدول التي تمتلك المهارات الرقمية للدخول في الثورة الصناعية الرابعة، متفوقة بذلك على عدد من الدول الأوروبية.

زر الذهاب إلى الأعلى