تحقيقات و ملفات

ندوة منصة قنا بمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ» تناقش طرق حماية البيئة

كتب- باسم جويلى

نظمت جمعية تنمية البيئة والمجتمع بدندرة، في محافظة قنا، ندوة للتوعية بآثار التغيرات المناخية، التي ستطال الانسان، تناولت الندوة دور الفرد والأسرة في مواجهة التغيرات المناخية، انطلاقاً من أن التربية البيئية أحد البدائل التي أقرتها المنظمات الدولية لحماية البيئة وخلق وعي بيئي وتكريس سلوكات إيجابية في التعامل مع البيئة، وبالتالي مواجهة مخاطر التغير المناخي، ومن بين مؤسسات التنشئة التي تعمل على تكريس تربية بيئية نجد الأسرة والمدرسة، وبالتالي للنساء دور محوري في تغيير الاتجاهات، باعتبارهن المسؤولات عن تنشئة الصغار، وتكوين العادات، وترسيخ القيم والمعتقدات الايجابية تجاه البيئة والطبيعة، والممارسات المرجوة خلال السنوات القادمة، للسيطرة على التغيرات المناخية.

في هذا الإطار أكد الشيخ على تيفور، وكيل وزارة الاوقاف، خلال اللقاء، على المسئولية المشتركة للناس، تجاه الطبيعة ومواردها التي سخرها الله للناس، مشيراً الى أننا جميعا مسؤولون عن حماية كوكب الأرض، والحفاظ عليه وعلى سائر المخلوقات، فالدعوة لحماية الكون والمخلوقات والتنوع الاحيائي تشكل جزءً أساسياً من الرسالات السماوية، والبشر هم المسؤولون عن تحقيق ذلك، كما أنهم حالياً المسؤولون عن إهدار وتبديد النعم التي منحها الله إياهم.

ولعل تضامن القادة الروحيين لا يخص القرى الصغيرة مثل دندرة، بل سبقه العام الماضي، التضامن العالمي للأديان، حينما وقّع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، على وثيقة نداء مشترك بين القادة الدينيين المشاركين في قمة قادة الأديان من أجل التغير المناخي، التي استضافها بابا الفاتيكان، تمهيداً لمؤتمر الأمم المتحدة تغير المناخ (COP-26) في جلاسكو بالمملكة المتحدة، لتفعيل سبل التضامن بين الدول النامية والدول الأكثر تقدماً، للحد من مخاطر التغيرات المناخية، وتفعيل القيم الأخلاقية المشتركة في كافة الأديان، للتصدي لهذه الأزمة الملحة.

وتشير تقارير الأمم المتحدة إلى أن القادة الروحيين على جميع المستويات، مهمون لنجاح التضامن العالمي من أجل الالتزام الأخلاقي والمعنوي والروحي لحماية البيئة، ويمكن لهؤلاء القادة أن يصبحوا مراقبين، ويتعهدوا بالتزامات عامة، ويشاركوا قصة التزاماتهم والتحديات ومتعة الاحتفاظ بها، ودعوة الآخرين للانضمام إليهم، بالإضافة إلى ذلك، يمكنهم عرض سلوكياتهم المستدامة، والعمل بمثابة قدوة لمتابعيهم والعامة.

كما شاركت إدارة الإعلام والتوعية بجهاز شؤون البيئة بقنا، في اللقاء، حيثت طرحت الادارة قدرة المرأة الريفية على احداث التغيير، وتمتع النساء بقدرة فريدة تعتبر محركات للحلول، ذلك عندما يتم تمكينهن، وهذا التمكين لا ينعكس على خدمة البيئة فحسب، بل على المساعدة في تحسين نوعية الحياة لأسرهن ومجتمعاتهن ايضاَ.

وتشير الأدلة المتزايدة إلى أن المرأة هي أفضل المحاربين على هذه الجبهة، وذلك استجابة لنداء الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش، عندما دق ناقوس الخطر بشأن أهمية العمل المناخي كجزء من أولوياته لعام 2022.

وتعتبر منظمة الأمم المتحدة للمرأة أن النساء في جميع أنحاء العالم، قائدات وصانعات للتغيير، ويحشدن الجهود من أجل التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره، كما أنهن يقدن مبادرات الاستدامة، وتسفر مشاركتهن عن تطبيق نهج مشترك ومنسق للعمل المناخي.

وطبقاً لتقرير التقييم الرابع للهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ، وهي هيئة تابعة للأمم المتحدة معنية بتقديم تقديرات شاملة لحالة الفهم العلمي والفني والاجتماعي والاقتصادي لتغير المناخ، فإن النساء أكثر عرضة من الرجال لتأثيرات تغير المناخ، ويرجع ذلك أساساَ إلى أنهن يمثلن أغلبية فقراء العالم، ويعتمدن نسبياَ على الموارد الطبيعية المهددة، لذلك يسعى العالم اليوم للعمل على تحقيق المساواة بين الجنسين، باعتباره المفتاح لمعالجة المخاطر المتزايدة التي يشكلها تغير المناخ.

جدير بالذكر أن هذا اللقاء جاء في إطار أعمال المنصة المحلية لمبادرة «بلدنا تستضيف قمة المناخ الـ27»، والتي تم إطلاقها في شهر يناير الماضي، من قبل جمعية المكتب العربي للشباب والبيئية بالتعاون مع الشبكة العربية للبيئة والتنمية «رائد»، والمنتدى المصري للتنمية المستدامة، والمنتدى الوطني لنهر النيل، تحت رعاية نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، وبريادة الدكتور عماد الدين عدلي، رئيس مجلس إدارة المكتب العربي للشباب والبيئة.

زر الذهاب إلى الأعلى