آراء

شوقى الشرقاوى يكتب :طوبى للصديق المبتسم

زاملته أكثر من 20 عاما فى جريدة “العمال” أعرق الصحف المتخصصة فى الشئون العمالية والنقابية فى مصر والشرق الأوسط مع مجموعة من الزملاء والزميلات الذين شقوا طريقهم فى الصخر حتى تبوؤا مكانة مرموقة فى بلاط صاحبة الجلالة .
كان مبتسما دائما مهما كانت الظروف المحيطة به ..انه الصديق الغالى الحبيب “يحيى الصاوى” الذى رحل عن دنيانا – دنيا الصراعات والقتل والنهب- الى دنيا الحق والسعادة الدائمة .

كنت استريح وانا اتحدث معه ..لأن الحديث معه كان ينسى بعض الهموم .. فهو لايهمه الا اللحظة التى كان يعيشها رافعا شعار” سيبها للى خالقها” واثبتت الأيام صدق هذا الشعار فمهما جرى الأنسان جرى الوحوش وتسلق الجبال الى بعض أطرافها ومشى فى الأرض مرحا وتملك العقارات والطائرات وعثا فى الأرض فسادا .. فانه فى النهاية يسقط ويلف فى قماشة ويدفن فى قبر لايتعدى المترين.

كان الصديق الراحل يهوى الجلوس معى فى جريدة”المساء” مع صديق أخر رحل عن دنيانا هو د.محمد وهدان الأستاذ بجامعة الأزهر والعاشق للأعلام ..وكان محور جلستنا هو الفكاهة والطرائف.. وفى احدى المرات تحدث الأثنان عن أطرف المواقف وهو أن الراحل “الصاوى”نسى امتحان احدى المواد فى الثانوية الأزهرية وذهب لمساعدة مريض فى دخول المستشفى ..نظرت لوجه “الصاوى” وجدته مبتسما وقال: “ياعم كله بصوابه”

تعلمت من صديقى العزيز أن الصحة هى الكنز الذى يجب أن نحافظ عليه بالتوكل على الله وأن نعيش اليوم بيومه ويهمنا ماذا سيأتى غدا فهو فى علم الغيب .

صديقى الغالى ..أظنك الآن – وانت فى دار الحق- تبتسم ايضا وانت تنظر – بشفقة- علينا ونحن نتصارع فى دنيا الباطل على المناصب والميراث وأخذ حقوق الغير .

صديقى المبتسم الحبيب..طوبى لك وانت بجوار الرحمن الرحيم الملك القدوس ..فالى جنة الخلد مع الصديقين والأبرار..بسم الله الرحمن الرحيم:” يأيتها النفس المطمئنة ارجعى الى ربك راضية مرضية فادخلى فى عبادى وادخلى جنتى” صدق الله العظيم .

زر الذهاب إلى الأعلى