آراء

شعبان شحاته يكتب:طريق الندم والذئاب ضارية

سيدة هوت الى الرذيلة بمحض ارادتها، جرت وراء نفسها الأمارة بالسوء ومع ذلك تلقى اللوم على غيرها ،وهذا كان نتيجة طبيعية لما حدث لان الذئاب البشرية تنال من الفريسة ما تريد ولا تعرف الوفاء ذئب تراه مصليا فإذا مررت به ركع يدعو وكل دعائه ما للفريسة لا تقع فاذا الفريسة وقعت ذهب التنسك والورع

اخرج البخاري في صحيحه، ما خلا رجل بامرأة الا كان الشيطان ثالثهما، واقول لأمثالك ولك لا تغرينكن الصورة البشرية التي يتصور فيها الذئب وتلك الملابس التي يتسربل بداخلها فلو كشف لكِ عن انيابه لرأيت الدم الاحمر يترقرق فيها وله مخالب حادة وقلبه حجر لا يعرف الرحمة فهم سباع مفترسة وذئاب ضارية كم جروا للعائلات والاسر من الهموم والاحزان لذا بادري بالتوبة “ان الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده في النهار ليتوب مسيء الليل” اخرجه مسلم، ويقول سبحانه وتعلى “قل يا عبادي الذين أسرفوا على انفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ان الله يغفر الذنوب جميعا انه هو الغفور الرحيم”  وبعفتك وكرامتك تعرفين جيدا كيف تردين الشيطان فان افسق الرجال و أجرأهم على الشر يخنس ويلبس ويتوارى ان رأي أمامه متسترة تمشي بجد وقوة وحزم لا تلتفت تلفت الخائف ولا تضطرب اضطراب الخجل حينئذ يهرب أي ذئب بشري من أمام الفتاة العفيفة الطاهرة المتمسكة بحبل الدين ولديها مراقبة

واقول لأمثال هذا الشاب المستهتر قول الله تعالى في سورة النور “ان الذين يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين امنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وانتم لا تعلمون”  آية ١٩ وحتى ابراهيم النخمي قال كان بالكوفة شاب جميل الوجه شديد التعبد والاجتهاد فاحب جارية وكذلك هي احبته وعندما ارسل يخطبها من ابيها علم انها مخطوبة قلما اشتد عليهما ما يقاسيانه من الهوى ارسلت اليه الجارية قد بلغني شدة محبتك لي وقد اشتد بلائي بك فان شئت زرتك وان شئت سهلت لك ان تأتيني الى بيتي فقال للرسول ولا واحدة من هاتين الخليتين “إني أخاف ان عصيت ربي عذاب يوم عظيم اخاف نارا لا يخبو سعيرها ولا يخمد لهيبها” فلما أبلغها الرسول قوله قالت واراه مع هذا يخاف الله؟ والله ما احد احق بهذا من أحد وان العباد فيه لمشتركون ثم انخلعت من الدنيا والقت علائقها خلف ظهرها وجعلت تتعبد قال تعالى “ولا تقربوا الزني انه كان فاحشة وساء سبيلا” وقال الشاعر هي ان انت سامحتها رمت بك في مهاوي الخديعة والنفس الامارة بالسوء تشد وتجذب الانسان الى الشهوات وتزينها في نفسه ولا تزال به حتى يأتي ما حرم الله من المعاصي وقبائح الاعمال.

ان المعصية تورث الذل والهوان وقال الشاعر رأيت الذنوب تميت القلوب وقد يورث الذل ادمانها وترك الذنوب حياة القلوب وخير لنفسك من عصيانها وقال تعالى في سورة طه “ومن اعرض عن ذكرى فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى” فلذلك الحل في الرجوع الى الله تعالى والمبادرة بالتوبة الصالحة النصوح الاكثار من فعل الخيرات ولزوم الذكر والصوم والصلاة ومجاهدة النفس.

وعن الحسن في وصية لقمان لابنه يا بنى ان الايمان قائد والعمل سائق والنفس حرون فإن فتر سائقها ضلت عن الطريق ان النفس اذا أطعمت طمعت وإذا فوضت اليها اساءت واذا حملتها على امر الله حملت واذا تركت الامر اليها فسدت فاحزر نفسك وان الحكيم يذل نفسه بالمكاره حتى تعترف بالحق ويقول الامام الشافعي نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل وأقول لصاحبه الحكاية استغفري ربك انه غفور رحيم وحاولي بناء واصلاح نفسك ولا تلقي باللائمة على زوجك فكل نفس بما كسبت رهينة وخافي عذاب الله يوم القيامة وطهري نفسك من الذنوب وارجعي الى الله واندمي اشد الندم وحاولي الاتصال بهذا الذئب مرة اخرى واطلبي من الله الهون وحسن الختام، واذكر لك قصة المرأة التي زنت وجاءت للرسول صلى الله عليه وسلم ليقيم عليها الحد وقالت اني اريد ان اتطهر وعندما مات رجما، صلى عليها النبي صلى الله عليه وسلم واثنى على توبتها وانت تماما لو اخلصت النية والتوبة لله سوف يكون لكي المخرج في الدنيا والآخرة والخلاص لمشاكلك بالرجوع والتمسك بالسلام.

زر الذهاب إلى الأعلى