بقلم…. رقيه فريد
وقف شاب أمام إحدى دور العرض السينمائي ينادى “تذاكر العرض اليوم مجانًا “.
وفي يده دفتر ورقي وعلى كل تذكرة توجد عبارة مكتوبة” التذاكر اليوم مجانًا والعرض غدًا”
ترك الناس شباك التذاكر (للسينما) واتجهو نحو ذلك الشاب وهم يتمتموا بعبارات مختلفة،
مَنْ هذا….؟ وماذا يفعل هنا ذاك الشاب….؟ أحقا هذا ما يقوله أن التذاكر مجانًا…. ! ؟ هيا لنري
وأقبل عليه الجميع، الكل يزاحم ليحصل على تذكرة العرض المجانية.
والشاب ينادى “التذاكر اليوم مجانًا فرصة للجميع” ولكن لا أحد يعرف شيء.
سألت فتاة هل العرض صباحي أم مسائي؟ حتى أحدد نوع الثياب..
وتسأل آخرى هل أستطيع أن أحضر معي صديق لي…؟
ويأتي صوت آخر مرتجف هزيل لرجل مسن يسأل هل يوجد تذكرة مميزة.؟ أريد أن أجلس في أول الصفوف حتى أري وأسمع جيدًا…
الشاب ينظر إليهم ثم يكرر جملتة “التذاكر اليوم مجانًا والحضور غدًا”
فتسأله سيدة آخري هل مسموح لنا بأصطحاب الأطفال …؟
يأتي شابًا أخر و يسأل ما هو نوع العرض ؟ هل هو كوميدي ام أكشن ومن هم الأبطال نُريد أن نعرف …؟
والناس تحضر أفواجًا مزاحمة لتحصل على تذكرة للعرض المجانية
ثم يسأل طفل صغير هل هذه الدعوة مجانية اليوم فقط… ؟
ينظر الشاب إلى الطفل وهو يمسك بالميكرفون، ويصيح سكوت سكوت، الكل ينصت لى سوف أجُيب على جميع الاسئلة…
فأنتبه له الجميع ، الكل يريد أن يعرف ما الأمر.
قال الشاب الأجابات هى.
العرض طوال اليوم ولا يشترط نوع الثوب وأن حضر الجميع بدونه..
وتستطيع أن تصطحب معك كل من يعرفك ومن لا يعرفك، الكل يكون حاضرًا للعرض.
لا توجد تذكرة مميزة الكل سوف يري وسمع جيد؟ًا.
نعم تحضر الأطفال ولكن وقت العرض لا تهتم لهم.
نوع العرض يكون درامي للبعض، والأبطال هم أنت وأنا وكل من حضر هنا ومن سبقنا ومن سيأتي بعدنا.
الكل يري ويسمع قصته وما فعله من أعمال وإن كانت مثقال ذرًة خيرًا يرى و إن كانت مثقال ذرًة شرًا يري فأحرص علي ذلك اليوم الذي تعرض فيه عليك أعمالك أمام الجمبع حتى لا تكون مخزية لك
التذاكر مجانًا اليوم. والعرض على الملك غدًا
«يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفى مِنْكُمْ خافِيَةٌ»
“فاللهم أسترنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض”
