تحقيقات و ملفات

اعرف خطورة الأدوية البيطرية على صحة الإنسان وكيف يمكن تجنبها

كتب – أحمد حبيب:

 

لا شك إن الاستعانة الأدوية والمستحضرات البيطرية مثل إضافات الأعلاف، ومنشطات النمـو في المزارع الحيوانية ومزارع الطيور والأسماك حتمية لا بديل عنها في مجال التربية الحيوانية بالرغم من أنها تشكل خطرا كبيرا على صحة الإنسان، حيث تنتقل هذه البقايا إلى جسم الإنسان عن طريق اللحوم والألبان التي تستخدم من الحيوانات المعالجة بهذه المواد مما يتطلب البحث الجاد عن سبل تجنب هذه الأضرار أو على الأقل للحد منها .

 

وفي هذا الإطار نظمت إدارة الارشاد بمديرية الطب البيطري بالشرقية ندوة تثقيفية بعنوان متبقيات المضادات الحيوية والأدوية البيطرية على الإنسان والحيوان والبيئة في إطار مفهوم الصحة الواحدة، وأكد الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية على ضرورة الاهتمام بالثروة الحيوانية وزيادة إنتاجيتها ورفع الوعي الطبي البيطري بين أصحاب المزارع والماشية وذلك من خلال الاستمرار في تكثيف عقد الندوات وتنظيم حملات التوعية الإرشادية للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.

 

حضر الندوة الدكتور مجدي الحصري وكيل الوزارة لشئون البيئة بمحافظتي الشرقية و الإسماعيلية واللواء عمر الحوام رئيس جهاز حماية المستهلك بالشرقية والأستاذ علاء حنيش مدير عام مجمع الإعلام بالشرقية والأستاذة الدكتور شهيرة حنفي محمود مدير معهد بحوث صحة الحيوان بالشرقية والدكتورة أمل سعيد عبد السلام مدير المعمل المرجعي لبحوث الإنتاج الداجني بالزقازيق وعدد من القيادات والعاملين بمديرية الطب البيطري والجهات الحكومية والأهلية والمجتمع المدني ونقابة الأطباء البيطريين بالشرقية وذلك بمجمع الإعلام بالشرقية..

 

بدأت فعاليات الندوة بمحاضرة للواء دكتور ابراهيم محمد متولي مدير مديرية الطب البيطري بعنوان أثر متبقيات المضادات الحيوية والأدوية البيطرية على الإنسان والحيوان والبيئة تحدث فيها عن المخاطر الجسيمة للمتبقيات المضادات الحيوية والأدوية البيطرية على الإنسان والحيوان والأثر البيئي لهذه المتبقيات الدوائية والعلاقة بين الدواء البيطري والإنسان.

 

أوضح مدير المديرية أنواع الأدوية البيطرية و إرشادات تجنب المتبقيات الدوائية و الأدوية البيطرية المحظور استخدامها بيطرياً بناءاً على تعليمات الهيئة العامة للخدمات البيطرية وجهود الطب البيطري ممثل في مديرية الطب البيطري بإحكام الرقابة على الدواء البيطري بالتعاون مع الجهات المعنية و قدم مدير المديرية كل الشكر والتقدير لهذه الجهات لتعاونها المتميز ..

 

كما ألقى وكيل الوزارة لشؤون البيئة بمحافظتي الشرقية والإسماعيلية كلمة أشاد فيها بأهمية موضوع الندوة و بجهود الطب البيطري بالشرقية للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والبيئة والتعاون المثمر بين المديريتين للحفاظ على البيئة وصحة المواطنين.

 

وألقى رئيس جهاز حماية المستهلك كلمة عرض خلالها الجهود الكبيرة المبذولة للجهاز بالتعاون مع الطب البيطري لضبط المخالفين من العاملين في مجال التعامل مع الدواء البيطري للحفاظ على صحة المواطنين والثروة الحيوانية.

 

كما شهدت الندوة مناقشة حرة عرض فيها الحضور تساؤلاتهم واستفساراتهم المختلفة مقدمين الشكر للمحاضرين على المعلومات والإرشادات التي حصلوا عليها خلال الندوة للوصول إلى غذاء صحي وآمن للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين.

 

جدير بالذكر أن الدكتور حسين عبدالحى قاعود قد ذكر في كتابه ” تأثير الأدوية البيطرية على صحة الإنسان ” أن هناك خطرا أشـد من ذلك وهو ملوثات أعلاف الحيوان وخاصة السموم الفطرية التي تنتقل للإنسان عبر ألبان ولحوم هذه الحيوانات التي تتغذى على الأعلاف الملوثة ومضادات الأكسدة التي تضاف للحوم وألبان الحيوانات، وكذلك المواد الحافظة ومكسبات الطعم والرائحة حيث كشف أن الخطأ لا يتمثل فقط في استخدام هـذه الدوائيات أو الإضافات إلى الأعلاف ولكن الخطأ يكمن في سوء استخدامها.

 

وأكد أن الإفراط في استخدام هذه المستحضرات بلا مبرر قوى أو عـدم اتباع التوصيات المنظمة لاستخدامها والالتزام بالفترات اللازمة لرفعها من الأعلاف أو إيقاف إعطائها للحيوان أو الطيور قبل الذبح ، أو استخدام منتجات الحيوان مـن الألبان أو البيض بما يضمن خلو هذه المنتجات الحيوانية من بقايا هذه الدوائيات والمستحضرات لانها تهديدا حقيقيا لمستهلكي المنتجات من لحوم وألبان فهي تسبب آثارا ضارة من تشوهات للاجنة و حساسية دوائية و أورام وسرطانات.

 

أوضح أن استخدام المواد الحافظة مثل البيتريت ومواد أخرى لحفظ منتجات اللحوم تساعد في حدوث العديد من أمراض السرطان ولقد اتخذت المنظمات الصحية والدول المتقدمة والأمم المتحدة الخطوات الحادة لعلاج هذه المشكلة، وذلك عن طريق وضع القيود على الدوائيات وخاصة المضادات الحيوية التي تضاف إلى غذاء الحيوان أو التي تستخدم في علاجـه.

 

أضاف أن هناك لجنة تسمى الكودكس :Codex Aliments أو دستور الأدوية والتابعة لهيئة الأمم المتحدة وتقوم بدراسة البقايا الدوائية في جميع دول العالم وتستصدر القوانين المنظمة لاستخدام هذه الدوائيات، كما أن هناك جانب آخر يتعلق بصحة الإنسـان وهو مسببات الأمراض المعدية التي تلوث اللحوم والألبان ومنتجاتها أثناء التجهيز أو وكذلك الأمراض التي تنتقل من اللحوم والألبان من هذه الحيوانات المريضة إلى الإنسان وتسبب له أمراضا قاتلة وتسمما غذائيا.

زر الذهاب إلى الأعلى