آراء

شعبان شحاتة رئيس القلم الشرعي بالعدوة يكتب: لا يقضى على الغائب إلا في حقوق الآدميين

الحكم على الغائب والمفقود :قال عمر بن الخطاب إلى ابي موسى الاشعرى رضى الله عنهما “واجعل لمن ادعـى حقا غائبا امدا ينتهي اليه أو بينةعادلة فانه اثبت للحجة وابلغ في العذر : فان الحضر بينة إلى اخذ بحقه وإلا وجهت عليه القضاء.ذلك الاجل

كان الامام الثوري رحمة الله يرى أنه لا يجوز القضاء على الغائب بل ينتظـر حـتـى يقدم فيقضى عليه فقد قال رحمة الله تعالى في رجل وكل رجلا يطلب حقا له على رجل غائب فقال المطلوب : قد دفعت إلى صاحبك فقال الثورى : لا تدفع اليه شيئا حتى يصـل صـاحب الاصل فيحلف ما اقتضى منه شيئا. وان من ادعى حقا على غائب في بلد آخر وطلب من الحاكم سماع البيئة والحكم بـها
عليه فعلى الحاكم اجابته إذا كملت الشرائط وبهذا قال شبرمة ومالك والاوزاعي والليث وسوار وابو عبيد واسحاق وابن المنذر فكان شريح لا يرى القضاء على الغائب وعن احمـد : مثلـه

وبه قال ابن ابی لیلى والثورى وابو حنيفة واصحابه قضاء عمر بن الخطـاب علـى امـراة المفقود.
من طريق عبد الرازق عن معمر عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن ابی لیلی قلل:فقدت امراة زوجها فمكثت اربع سنين ثم ذكرت امرها لعمر بن الخطاب فامرها أن تـتربص
اربع سنين من حين رفعت امرها اليه فان جاء زوجها والا تزوجت،فتزوجت بعد أن مضـت السنوات الاربع ولم تسمع له بذكر-ثم جاء زوجها فاخبر بالخبر تاتي إلى عمر فقال له عمـر:
أن شئت رددنا اليك امراتك وان شئت زوجناك غيرها ؟ قال بل زوجني غيرها.

ولابن حزم قال (ومن طريق حماد بن سلمة عن داود بن ابی هند عن ابي نضرة عن عبد الرحمن بن ابي ليلى : أن امرأة فقدت زوجها فاتت عمر فسأل جيرانها وقومها فصدقوها
فقال لها اعتدى اربع سنين وتزوجي فجاء زوجها بعد ذلك فخيره عمر بيـن الصداق وبيـن امراته).

وذكر الامام ابن حزم رحمة الله فقال الصحيح عن عمر وعثمان القضاء على الغـائب إذا صح الحق قبله ولا يصح عن أحد من الصحابة خلاف ذلك وذكر ابن قدامة رحمـة الله لايقضى على الغائب إلا في حقوق الآدميين فأما في الحدود التي الله تعالى فلا يقضـى بـها عليه لان مبناها على المساهلة والاسقاط فان قامت بينه على غائب بسرقة مال حكـم بالمـال
دون القطع والحل إذا كان الرجل المدعى عليه ليس غائبا عن البلد ولكنه لــم يحضـر إلـى القاضي عند طلبه واعذاره : نقول إذا لم يحضر بعد اعذاره يوجه عليه القضاء وذكـر ابـن قدامة رحمة الله فقال (ولنا : أنه امكن سؤاله فلم يجد الحكم عليه قبـل سـؤاله كحـاضر مجلس الحكم ويفارق الغائب البعيد فانه لا يمكن سؤاله فان امتنع مـن الحضـور أو تـوارى فظاهر كلام احمد: جواز القضاء عليه لما ذكرنا عنه في رواية حرب وروى عنه ابو طــالب

في رجل وجد غلامه عند رجل فاقام البينة أنه غلامة فقال الذي عنده الغلام أودعنى هذا رجـلى فقال احمد : اهل المدينة يقضون على الغائب يقولون أنه لهذا الذي اقام البينـة وهـو مذهـب حسن واهل البصرة يقضون على غائب يسمونه الاعذار وهو إذا ادعى على رجل الفا واقـام البينة فاختفى المدعى عليه يرسل إلى بابه فينادي الرسول ثلاثا فان جاء وإلاقد اعـذروا اليـه
فهذا يقوى قول اهل المدينة وهو معنى حسن.

زر الذهاب إلى الأعلى