آراء

انتخابات نقابة الصحفيين

بقلم د.فتحي حسين
ربما لم اجد الزخم الصحفي والدعاية الفارهة والضجيج المعتاد في هذه الانتخابات الصحفية لاختيار نقيب جديد وستة من الاعضاء في مجلس الصحفيين المقبل ،بالرغم من اللحظات الفارقة التي تعيشها الجماعة الصحفية من تدني واضح في الأجور وزيادة عدد العاطلين في المهنة الي ما يزيد عن الالف صحفي واداري ،ربما الاخبار التي نشرت بخصوص سعي أحد المرشحين لمنصب النقيب، وهو الكاتب الصحفي الاستاذ خالد ميري ، لزيادة بدل التكنولوجيا ٦٠٠ جنيه ،تساعد نسبيا في مواجهة أعباء المعيشة المتزايدة يوما بعد يوم ،فضلا عن تراجع كبير في أداء المهنة يحتاج الي ضبط فوري في العمل الصحفي،فضلا عن فشل لجنة القيد في الفترات الأخيرة في ضبط عملية القيد نفسها ،وهي العملية التي ضربت المهنة في مقتل ووضعت المسمار الأخير في نعش المهنة السامية الراقية صاحبة الجلالة ،فضلا عن عدم السعي الي تغيير تشريعات النقابة منذ أكثر من ٨٢ سنة وهي الفترة التي نشأة فيها النقابة حتي الآن ،فاصبح الصحفي لابد أن يكون عضوا في الاتحاد الاشتراكي من أجل الالتحاق بالمهنة وهذا غير موجود علي الاطلاق! ناهيك عن وجود قانون تداول المعلومات في دستور ٢٠١٤ لم يتم تنفيذها حتي الآن ونحن في عام ٢٠٢٣ ! فضلا عن وجود لجنة قيد استئنافية تضرب المهنة أيضا في مقتل ،وهو التي يتم قبول الصحفي في العضوية رغما عن أعضاء مجلس النقابة ! وهذا ما جعل المئات من الشخصيات الغير صحفية أو التي تعمل في مهن أخري تدخل في القيد بالنقابة ،ومنهم أعضاء مجلس النواب والشيوخ أيضا!
وهذا بالطبع يزيد من جرح الجماعة الصحفية الكثير لان المهنة أصبحت بيد الجميع تقريبا ،من اصحاب التعليم المفتوح والمهن اليدوية ربما والحرة ،وهو الامر الذي جعل البعض يطلق اقتراح بإيقاف لجنة القيد لمدة سنوات علي الاقل لتنقية جداول النقابة من الدخلاء وربات البيوت والموظفين وأصحاب الأعمال والتجار وأعضاء النواب الغير مشتغلين بالمهنة اصلا! بالإضافة الي ادخال شيوخ المهنة في اختيارات الصحفيين الجدد وليس الاعضاء فقط منعا للمجاملات التي نشاهدها في كل انتخابات ،وضرورة اعتماد صوت شيوخ المهنة في الانتخابات النقابة لانها جماعة افنت حياتها لصالح المهنة ولابد أن يكون صوتهم معتمد في الانتخابات !
والأمر الآخر هو أن الصحفيين يحتاجون الي مجلس يتفهم طلباتهم ويوفر لهم خدمات حقيقية وليس فنكوش كما يفعل البعض أثناء الانتخابات ،وهم فئة تسعي لبيع المياة في حارة الصحفيين ولكن الجماعة الصحفية واعية لهم جيدا هذه المرة في الانتخابات المصيرية والتي سوف يعلق عليها الصحفيين آمالهم وطموحاتهم القادمة ،ولابد من استرجاع هيبة الصحفي المفقودة ومكانته في المجتمع ،وتوفير خدمات له داخل نقابتهم أسوة بالنقابات الاخري ،فمثلا لابد من تخصيص شقق سكنية مدعمة ومستشفى لعلاج الصحفيين وعضوية نوادي كبيرة مدعمة واستثمارات تدر دخل مستمر للنقابة من خلال استغلال الأدوار الخالية بالنقابة لصالح النقابة نفسها باعتبارها مؤسسة من مؤسسات الدولة وهي مؤسسة مستقلة أيضا للصحفيين . لذا فنحن جماعة الصحفيين نحتاج نقيب جديد ومجلس للنقابة بمثابة خدام للجماعة الصحفية ،ويكونوا علي اتصال مستمر مع الاعضاء في اي وقت وان تفتح التليفونات بشكل مستمر وان يستجيب العضو لاي صحفي وفي اي وقت حتي يشعر الصحفي بالانتماء أكثر الي المهنة التي فقد سنوات عمره فيها للدفاع عن الحقيقة وإظهارها للرأي العام والقاء الضوء علي سلبيات و ايجابيات المجتمع علي السواء ،لأنها فعلا مهنة البحث عن المتاعب ،فنتمني أن تنتهي المتاعب من حياة الجماعة الصحفية الذين هم من القوة الناعمة للمجتمع المصري و جزء أصيل من وطنا الغالي مصر !!

زر الذهاب إلى الأعلى