آراء

الدكتور حسن حرك يكتب: هدية امى في مرقدها

مات ابي منذ عام ونص وقد اكرمني الله احقق له كل ماكان يتمناه لي قبل موته .بينما ماتت أمي منذ خمسة وعشرون عاماً تقريباً، ماتت وأنا في سن المراهقة في بداية دراستي لكلية الحقوق وكانت آلام خوفها علي وعلي أخوتي تقاسم آلام مرضها اللعين، لم يمهلها القدر أن تشاهدني أنا وأخوتي كما كانت تتمني.

تمر الأيام بما فيها من نجاح وأزمات؛ وفي كل نجاح لي أو أزمة أمر بها أذهب إليها لأتشارك معها تلك اللحظة لأفرحها إن كانت نجاح لي أو أطلب منها أن يكون دعائها لي منجياً من الأزمة التي أمر بها، وتمضي الأيام وتزيد رغبتي الملحة في أن تعرف ما وصل إليه حالي لأطمئنها أنني حققت ما كانت تحلم به قبل موتها والتي لم يمهلها القدر رؤيته.

واليوم وقد اكرمني الله بالحصول اليوم علي درجة الدكتوراه في القانون بإمتياز والذي يشاء الله أن يتأخر تحديد موعد المناقشة أكثر من مرة ليتحدد يوم عيد الأم، لتكون هذه الدرجة العلمية هدية لأمي الغالية في مرقدها لأدخل عليها السعادة التي لم استطع أن أقدمها لها في حياتها.
لم ينقطع دعائي لها خلال ربع قرن علي أمل لقاء قريب يجمعني معها ومع أبي وكل أحبتي الذين سبقوني إلي عالم السلام الأبدي والعدل الإلهي الذي لا ظلم فيه.وأسألكم الدعاء لأمي وأبي وكل أحبتنا الذين تركونا

زر الذهاب إلى الأعلى