تحقيقات و ملفات

إطلاق عقار جديد لعلاج سرطان البنكرياس وتحسين معدلات البقاء على قيد الحياة

 

كتبت – عبير ابورية
يعد مرض سرطان البنكرياس من التحديات الصحية التي تواجه المجتمع الطبي حول العالم. وتشير أرقام منظمة الصحة العالمية إلى أنّ سرطان البنكرياس يحتل المركز السابع باعتباره أكثر أنواع السرطان المسببة للوفاة حول العالم، حيث كان السبب الرئيسي لوفاة 466,003 شخصًا في 2020.

قال الدكتور تامر النحاس، أستاذ علاج الأورام، بجامعة القاهرة: ان مرض سرطان البنكرياس مرض سيء السمعة حيث انه يشكل عبء على المجموعات الطبية، ويطلق عليه إمبراطور الأورام السرطانية، مضيفا أنه خلال السنوات الأخيرة، لم تسفر جهود اكتشاف وتطوير عقاقير لعلاج سرطان البنكرياس سوى عن عدد قليل جدًا من البدائل العلاجية.

جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته شركة سرفييه للأدوية، بالتعاون مع الجمعية الدولية لعلاج الأورام والمؤسسة المصرية للعلوم الطبية للإعلان عن إطلاق علاج جديد لسرطان البنكرياس في مصر.والذي له دور في تغيير المنظومة العلاجية لسرطان البنكرياس عن طريق تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة والحفاظ على جودة حياة المرضى.
.
أكد “النحاس” إنه عند مقارنته بالأورام الأخرى، نجد أن متوسط معدل البقاء على قيد الحياة لمدة 5 سنوات لمرضى سرطان البنكرياس ويمثل ذلك النسبة المئوية بعد تشخيص المرض-منخفضة جدًا وتصل بالكاد إلى 12.5%1″، ومن المتوقع أن يصبح سرطان البنكرياس ثاني أكثر الأورام السرطانية المسببة للوفاة حول العالم بحلول عام 2030.

قالت الدكتورة ابتسام سعد الدين، أستاذ علاج الأورام، بجامعة القاهرة يُمثل سرطان البنكرياس أحد أكثر الأورام السرطانية شراسة، حيث يؤدي لوفاة عدد كبير جدًا من المرضى خلال وقت قصير للغاية. ويتم تشخيص 80% من حالات سرطان البنكرياس في مرحلة متقدمة، أو عند انتشاره.

أكدت “سعد الدين” أن هذه المرحلة، لا يمكن استئصال الورم جراحيًا، ولا يتبقى سوى عدد محدود من البدائل العلاجية، وتكون غالبًا مصحوبة بمعدل شفاء مرتفع،مشيرة ان
إطلاق العقار الجديد يمثل إنجازًا محوريا في إطار جهود مكافحة سرطان البنكرياس.

قالت”سعد الدين” استطاع هذا العقار تحسين متوسط معدل البقاء الكلي على قيد الحياة لمرضى سرطان البنكرياس، ومضاعفة متوسط معدل البقاء على قيد الحياة دون تقدم المرض (mPFS)، الحفاظ على جودة حياة المرضى، وهو أمر هام جدًا في تلك المرحلة المتقدمة من المرض.

وعلق الدكتور عمرو شفيق، أستاذ علاج الأورام، بجامعة عين شمس على إطلاق العقار الجديد بقوله: “بعد الإعلان عن إطلاقه، من المتوقع أن يغير عقار ليبوسومال إرينوتيكان من منظومة علاج سرطان البنكرياس في مصر، بما يتيح لعدد أكبر من المرضى الحصول على مزايا وفوائد علاجية من الخط الثاني والثالث العلاجي، مع تحسين معدلات البقاء على قيد الحياة.

أضاف” شفيق”إنّ الطبيعة المعقدة لسرطان البنكرياس تتطلب عقار فريد من نوعه يتم تصميمه للتغلب على الصعوبات الدوائية والإكلينيكية التي تواجه عقار إرينوتيكان التقليدي، وتحسين فعالية الدواء في مكافحة الورم مع تقليل مستويات السُمّية.

ويكمن نجاح العقار الجديد في استخدامه أسلوب جديد يُطلق عليه “ليبوسوم”، والذي يسمح بتراكم جزيئات العقار بصورة انتقائية داخل خلايا سرطان البنكرياس ويكافح الورم، كما يتيح هذا الأسلوب بقاء العقار في الخلايا ثلاثة أضعاف فترة بقاء عقار إرينوتيكان التقليدي، وبجرعة أقل 5 مرات منه، كما يتميز بمستوى سُمية منخفض نسبيًا

وعلق باتريك تات، مدير عام شركة سرفييه مصر قائلاً: “يسعدنا الإعلان عن إطلاق هذا العقار الجديد في مصر، وهو ما يمثل خطوة رئيسية تدعم طموحنا في أن نصبح لاعبًا أساسيًا في مجال علاج الأورام.

من ناحية أخرى، يساهم هذا العقار الجديد في توسيع محفظة سرفييه من عقاقير علاج الأورام في مصر وترسيخ مكانتها، حيث قمنا بإطلاق هذه المحفظة للمرة الأولى عام 2020، لدعم مرضى الأورام في مصر في معركتهم مع سرطان القولون والمستقيم وسرطان المعدة.
ولذلك تخصص الشركة 50% من موازنة البحوث والتطوير على مستوى العالم لتطوير علاجات السرطان، كما تعمل على اتاحة منتجاتها الدوائية العالمية لعلاج الأورام والالتهابات المناعية والأمراض العصبية للمرضى في مصر

زر الذهاب إلى الأعلى