عاطف عبد الستار يكتب : ملحمة الكرامة.. وجيش مصر المنتصر
لا شك أن حرب أكتوبر المجيدة عام 1973 تجسد إرادة الجندى المصرى، حين يتوكل على ربه فينصره الله فى ملحمة العزة والكرامة .. نصر المصريين فى حرب أكتوبر كان بمدد من الله وتجلت فيه آياته.
أيام شرف وعزة وكرامة تمثلها ذكرى الانتصار علي الجيش الصهيوني الذى ظن انه لا يقهر.. نحن نحتفل بنصرنا وهم هناك في اسرائيل يتألمون من الحسرة علي هزيمتهم النكراء مرتين الأولى في أكتوبر 1973 والثانية في يونيو 2013 عندما أسقط المصريون في حماية الجيش حكم جماعتهم الصهيونية.
مازال انتصار أكتوبر الذى حققت فيه العسكرية المصرية بطولات شهد بها العالم بأكمله وتدرسها الأكاديميات والمعاهد العسكرية العالمية لأنها كانت السبب فى تطوير أساليب القتال وإعادة تنظيم القوات و حساب التوازنات العسكرية.. وألغت فكرة التفوق بحجم أعداد وتطور الأسلحة والمعدات بعد نجاح حائط الصواريخ المضاد للطائرات ونوعية المقاتل المصرى الحاصل على تعليم عال وخطة الخداع الإستراتيجي.
والوضع الآن مختلف عن حرب أكتوبر لأننا نعيش حاليا سياق “الحرب الشاملة”.. ولا يكفي أن تدافع القوات المسلحة عن مصر داخل حدودها فقط لأن المؤامرة تتطلب الهجوم على أماكن خارج مصر.. كما أن الحرب ضد مصر تتم بالتزامن في مجالات سياسية واقتصادية ودبلوماسية وعسكرية واعلامية ونفسية وثقافية.
لعلك لاحظت المجهودات المبذولة من جيش فى مصر فى معركة التنمية والعبور الاقتصادى.. وبطولات رجاله الشرفاء في حرب الوجود المفتوحة حاليا.. وتشاهد رئيس دولة والذى هو ابن من القادة العظام لخير الأجناد يتكلم مع شعبه بمنتهى البساطة والوضوح ويشعر تماما بحجم المتاعب التى يمر بها الشعب “لازم تطمن ان مصر لن تضيع ابدا”.
منذ ٤٦ عاما عبر الأجداد من فوق القناة لاسترداد الأرض..واليوم أبناؤهم وأحفادهم يعبرون أسفل القناة لبدء مخطط التنمية الشاملة فى سيناء التى تعادل مساحة إسرائيل 3 مرات وقطر إمارة الإرهاب 6 مرات.
عندما أصدر رئيس الجمهورية الجاسوس الاخوانى قرارا ببيع وتداول أراضي سيناء ..وكان للجيش رأي آخر وقام السيسي عندما كان وزيرا للدفاع بإصدار قرار عسكري أوقف التنفيذ.
وتلك كانت اول صدمة وصفعة لأمريكا وإسرائيل . ما كان يتم التخطيط له بقرار مرسي أخطر مما يتخيل الجميع. وهو إرساء قواعد لجيش اخوانى مقره سيناء كالحرس الثوري الإيراني لحماية النظام الاخوان الارهابى وتمكينه من الحكم تمهيدا لعملية التبادل الأراضي المزعومة التى يطلق عليها حاليا صفقة القرن.. والتى كان سيعقبها امتلاك إسرائيل للأرض المقدسة .
وفي زهوة عام حكم الاخوان اشترت حماس مقرات وأملاكا بمناطق القاهره الجديدة ومدن أخري .. وقضت محكمة الأمور المستعجلة بالتحفظ علي كل تلك المقرات وحظر التعامل عليها ووقف نشاطها في مصر .
وعندما زار مرسي إيران كانت الصفقة تسليمهم مقامات ومراقد آلِ البيت لتكون تحت رعاية ايران بجانب السماح لحماس بشراء الاراضي السيناوية مقابل زيارة ٢٠٠ ألف سائح ايرانى لمصر سنويا ..ومنعت المخابرات الحربية هذه الوفود من دخول مصر .
والآن ما يبذله رجالات الجيش والشرطة في سيناء علي مدار سنوات من عمليات مكافحة النشاط الإرهابي واقتلاع جذوره يمثل عملية دقيقة وشاقة ومعقدة لاستئصال الارهابيين بعيدا عن الأهالي الأبرياء .
إنهم المرابطون رجال أبطال ومقاتلون يستبسلون ويضربون أروع المثل في صون عرض الاوطان ..ويستشهدون في سبيل أن لا يتركوا سيناء بقعة إرهاب وابتزاز للدولة المصرية.
إن سرطان الإرهاب لايزال يحاول خطف هذا الوطن ولكننا صامدون بفضل جيش مصر القوي صانع بطولات وانتصارات أكتوبر.. جيش مصر الذي كان ولايزال العقبة التي تتحطم عليها مطامع وأفكار أصحاب النفوس الخبيثة.
مصر مازالت في حالة حرب.. ومطلوب من الشعب دعم الجيش والشرطة في مواجهة المخنثين الذين يريدون خراب البلد.. و لايستوي الوطنيون المدافعون عن شرف مصر أمام بذاءة الأوساخ والعملاء وخونة الأوطان.
معركتنا مع الإرهاب الذى هو فى حقيقته سلاح يخدم اعداء مصر لم ولن تنتهي بدون إرادة شعبية عازمة على القضاء عليه بشتى أنواعه سواء كان إرهاب العقول أو الأنفس.
في الوقت الراهن نحتاج إلى استلهام روح أكتوبر للانتصار والتغلب على كل التحديات التي تواجه مصر وأمتنا العربية مع تحقيق التنمية المستدامة للشعوب العربية.
سلام على كل من روى بدمائه الزكية تراب هذا الوطن العظيم… وتحية وتعظيم سلام لكل من شارك في نصر اكتوبر وأعاد لمصر كرامتها ويقاتل اعداء الكنانة حاليا سواء بالفكر أو السلاح .
حفظ الله مصر وشعبها المرابط في سبيل الحق والسلام ورسالة السماء.