آراء
أخر الأخبار

الوهم الكبير

 

بقلم…. آمال بكير

أمسكت بهاتفها وأخذت تتصفح على الفيسبوك ، فجأة جاءتها رسالة من شخص يدعى جمال الدين، فتحت الرسالة لتقرأها، وإذا به يدعوها لزيارة بيت الله الحرام بمكة المكرمة، وإنه دائم الصلاة في الكعبة المشرفة. قدم لها نفسه بأنه أرمل ولديه طفلان .
وزوجته تركته منذ ثلاثة أعوام إثر حادث أليم ، وقد طلب منه أولاده أن يتزوج وكل من حوله طلبوا منه أن يبحث عن زوجة صالحة ليكمل معها حياته،
وأثناء وجوده بالحرم الصلاة دعى الله بأن يوفقه للزوجه الصالحة . وبعد إنتهاء الصلاة ورجوعه إلى الفيلا التي يقطن فيها أمسك بهاتفه، وفتحه فوجد صفحتها أمامه ، فهي شخصية عامة ولها مكانة عالية جدا .
لفت نظره جمالها ورجاحة عقلها وفكرها . وكثرة متابعيها.
فسأل أحد أصدقاءه وقص عليه ما حدث. فطلب منه أن يتواصل معها لعل الله يكتب له الخير وتكون هي الزوجة الصالحة التي يبحث عنها.
وبالفعل تواصل معها ، وعرف إنها ثيب ولديها طفل يتيم .
حدث بينهما حوار طويل قص عليها كل شيء عن حياته السابقة ، وهي أيضا صارحته بكل شيء يتعلق بها عن ماضيها وحاضرها ،
تم الإتفاق بينهما على الزواج وأوهمها بإنه الفانوس السحري الذي سوف يحقق لها كل ما تتمناه دون أن تطلب أخذ يتحدث كثيرا عن الثراء الفاحش وعن المليارات التي يمتلكها في بنوك سويسرا.
وعن القصور والفنادق التي يمتلكها داخل وخارج المملكة العربية السعودية.
لم تدرك يوما إنها سوف تفيق على وهم كبير . وخدعة من شخص ليس له ضمير ، شخص يدعي إنه من أشراف مكة ، ومن نسل سيدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه،
فجأة وبدون مقدمات وبعد الإتفاق على الزواج ، إكتشفت أن هذا الشخص غير موجود في الواقع . وغير موجود على الماسينجر ولا الواتس آب.
ولا حتى على الفيسبوك.
فقد عمل لها حظر على كل وسائل التواصل الاجتماعي، وفجأة تتحدث إليها إحدى صديقاتها وتخبرها بأن شخص قد تقدم لها وتقص عليها نفس السيناريو الذي حدث معها ،
وتقول لها أيضا إنه فعل نفس الشيء وحظرها على الماسينجر والواتس.
وبعد عدة آيام رأت صورته في إحدى الجرائد ومكتوب تحتها أنه قد تم القبض على فرد من أكبر عصابات تجارة الأعضاء البشرية .. وقد أوقعت به إحدى السيدات بعد أن تقدم للزواج منها . ولكنها كانت تشك في تصرفاته وكلامه . ولذلك أبلغت إبن أخيها ضابط الشرطة وأعطته كل المعلومات والرقم الدولي الخاص به . وبعد التحريات تم القبض عليه وجاري التحقيق معه ،
أخدت تبكي وتحمد الله سبحانه و تعالى على إنقاذها من هذا المجرم الخطير الذي كان سيدمر حياتها
فهي لم تعد تثق بأحد مرة ثانية . حتى لا تعيش في وهم كبير وحلم لم يتحقق.

زر الذهاب إلى الأعلى