آراء

د.فتحي حسين يكتب: روح الفقيد عبد العزيز سعود البابطين موجودة في المنتدي العالمي الثالث بالقاهرة

 

الفقيد الغالي المرحوم عبد العزيز البابطين مؤسس المنتدي والقائد الثقافي والشاعر الكبير والذي يعد صرحا للعيش المشترك وحاضر للأدباء والشعراء في مختلف بلاد العالم ، وتجد الجميع هنا في مصر ،ينعون الفقيد أثناء المنتدي بكلمات رقيقة في حقه ،وهم الذين جاؤوا من كل بلاد العالم مثل فؤاد السنيورة من لبنان وعبد الله غول الرئيس التركي،ومن هولاندا ودول اوربا الكثيرين ، في المنتدي العالمي الثالث للسلام بالقاهرة يتحدث عن الفقيد الغالي

اللهم تغمد الله الفقيد عبدالعزيز سعود البابطين، الإنسان والشاعر والتاجر والأديب والمُحسن، وتقبله مع الأصفياء من عباده، فقد رحل الجسد وبقيت السيرة والصيت والروح الجميلة باقية بيننا .

لا ننسي أن المرحوم الغالي عبد الرحمن البابطين ،اسس عام 1974م بعثة سعود البابطين للدراسات، والتي ابتعثت طلابًا عربًا ومن جمهوريات إسلامية إلى العديد من الجامعات حول العالم، وقامت بتشييد عدد من المدارس والمراكز التعليمية حول العالم. كما أسس جائزة البابطين للإبداع الشعري والتي كانت حلم حياته الذي تحقق لتكون بصمة في عالم الأدب العربي، فمعجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين، يضم 2514 شاعرًا، وطُبع 3 مرات وتحوّل نسخة رقمية بعد ذلك. مثل عبدالعزيز البابطين- رحمه الله- ظاهرة حقيقية في عوالم التجارة والإنسانية والشعر والأدب، بعد أن اكتشف مبكرا أن الوظيفة الحكومية لن تحقق طموحه وفكره المتقدم، حيث قرر الالتحاق بركب التجار، ومن خلالها تفجرت طاقاته الإبداعية المتعددة، وحقق الكثير مما كان يصبو لتحقيقه في حياته. اهتم البابطين باللغة العربية كذلك حيث عمل على بسط انتشار اللغة العربية في عدد من الجامعات والبلدان والأقوام من غير الناطقين بها.

كما عمل العديد من دورات التعريب في جمهورية القمر، والتي شملت القضاة والوزراء ومعلمي المرحلة الابتدائية للتعليم المدرسي، في إطار سعيه لتعريب هذا البلد العربي والذي عانى من هيمنة وطغيان لغة وثقافة المستعمر الفرنسي.

لم يكتفِ عبدالعزيز البابطين بشهرته المالية ولا الأدبية ولا الإنسانية كيد بيضاء ممدودة للخير وساعية له، بل سعى لأن يكون سفيرا للنوايا الحسنة كذلك، وممارسًا بارعًا للدبلوماسية الشعبية. ففي لقاء جمعه بالجزائر مع صديقه الرئيس الجزائري عبدالعزيز بوتفليقة، عتب عليه قطع العلاقات الجزائرية مع إيران، وحين برر له بوتفليقة السبب وأنه كان من طرف سلفه الرئيس الشاذلي بن جديد وليس منه ولسبب قد يبدو موضوعيًا حينها، قرر عبدالعزيز البابطين أن يكون ساعيًا لعودة العلاقات بين البلدين بعد موافقة الرئيس الجزائري واستئذان أميره الشيخ جابر الأحمد، حيث سافر إلى طهران وطلب مُقابلة الرئيس هاشمي رفسنجاني وأوضح له أهمية عودة العلاقات مع الجزائر، وبين له الموقف الإيجابي من قبل الرئيس الجزائري بوتفليقة، وترحيبه بعودة العلاقات ومباركته لمساعيه؛ فعادت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بجهود ومساعي عبدالعزيز البابطين وتفهم قيادتي البلدين.

الجميع يبكي لعدم وجود الفقيد الغالي معهم في المنتدي العالمي الثالث للسلام بالقاهرة ،ولكن عزاؤهم أن أعماله باقية في قلوب الجميع .

زر الذهاب إلى الأعلى