آراء

د.فتحي حسين يكتب: سيناريوهات ما بعد وقف العدوان الإسرائيلي على غزة

 

يتساءل الجميع عن إمكانية وقف الحرب الإسرائيلية على غزة قبل رمضان بسبب الأوضاع المأساوية التي تشهدها فلسطين والعدوان على غزة في ظل وضع خطير ينذر بكارثة ،وتقدمت مساعي مصرية وقطرية وأمريكية للمساعدة في فرض هيمنة مستدامة بين إسرائيل وحماس قبيل شهر رمضان المبارك ،ولكن الرفض والتعنت يأتي دوما من قبل إسرائيل ذات الحكومة اليمينية المتطرفة بقيادة نتنياهو ،الذي يرفض الهدنة خشيا من المحاكمة والسجن المنتظر بسبب فشل إسرائيل في تحقيق أي من أهدافها خاصة تحرير الأسري اليهود من قبضة حماس والتخلص من قيادات حماس ،فضلا عن قتل المئات من الاسرائليين ،ومن ثم فإن المحاكمة والحساب في انتظارهم !

وفي اليوم الـ155 للحرب على غزة، تصاعدت الآمال بالتوصل لاتفاق هدنة او وقف العدوان الاسرائيلي علي اهالينا في غزة ورفح الفلسطينية قبل حلول شهر رمضان ورغم ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المتواصل على القطاع إلى 30 ألفا و631 شهيدا، و72 ألفا و43 مصابا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي وفقا لوزارة الصحة الفلسطينية. وما زال عدد من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، والاحتلال يمنع طواقم الإسعاف والدفاع المدني من الوصول إليهم. وعلى الصعيد الإنساني، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من تدهور وشيك وزيادة في عدد وفيات الأطفال المرتبطة بسوء التغذية في قطاع غزة، موضحة أن معدلات الوفيات شمال القطاع أعلى بـ3 أضعاف من المسجلة في الجنوب

وبالرغم تحذيرات هيئات إنسانية دولية من اتساع المجاعة في غزة مع استمرار حرب التجويع المتزامنة مع القصف وتهديدها حياة مئات الآلاف، خصوصا مع تسجيل مزيد من الوفيات في القطاع جراء فقدان المواد الغذائية.الا ان هناك صمت غريب من قادة العالم علي هذه الابادة الجماعية لشعب فلسطين!!

وبالرغم المحاولات المستمرة اقليميا ودوليا لوقف الحرب والعدوان الاسرائيلي علي غزة ورفح بفلسطين

, لمحاولات حثيثة لدفع إسرائيل وحماس إلى التوصل لوقف القتال في غزة وتسليم الرهائن المحتجزين في القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي، لكن بحث كلا الجانبين عن نهاية وفق شروطه تضعه في خانة المنتصر، هي ما ينقص إتمام عملية الإخراج الدبلوماسية! وركزت جهود الوساطة المكثفة التي قادتها قطر وواشنطن ومصر في الأسابيع الأخيرة على نهج تدريجي للإفراج عن فئات مختلفة من الرهائن الإسرائيليين، بدءا بالمدنيين وانتهاء بالجنود، مقابل وقف الأعمال العدائية، والإفراج عن السجناء الفلسطينيين، ووقف إطلاق النار، والمزيد من المساعدات لغزة.

ويعتقد مسؤولون ومراقبون أن صفقة وقف الحرب الإسرائيلية على غزة باتت قريبة، استجابة للضغوط الأميركية والإقليمية المتواصلة، لإنهاء الأزمة الإنسانية الفادحة في القطاع، والسماح بإطلاق سراح مزيد من الرهائن، رغم بعض التعقيدات التي لا تزال تحيق بمحاور الاتفاق ويسعى الوسطاء لتجاوزها، معتبرين أن تلك الصفقة ستكون بصيغة “الجميع منتصرون”، لتخدم كلا الطرفين؛ففي إسرائيل ستعتبر نجاحا للحكومة الإسرائيلية في عودة الرهائن لأسرهم وتخفيف الضغط عن كاهل رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وبالنسبة للفصائل الفلسطينية ستكون فرصة لالتقاط الأنفاس وإعادة تنظيم صفوفهم الا ان اسرائيل مستمرة في طريقها العدواني البغيض لان الفريق اليمني المتطرف الحاكم في إسرائيل نتنياهو ورفاقه يعرفون جيدا أن إيقاف تلك الحرب النازية بدون تحقيق أهدافها المعلنة وفي مقدمتها الافراج عن الاسري ؛ سيمثل هزيمة له تستوجب المحاكمة والمحاسبة القاسية لهم.

وسيناريوهات بعد يوم وقف الحرب في غزة، يمكن أن تتوجه الأحداث فيها الي استئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين بعد وقف الحرب وتصاعد التوترات

وحدوث مواجهات جديدة في المنطقة وإعادة بناء المناطق المتضررة وهو ما سيشهد المستقبل جهودًا كبيرة لإعادة بناء المناطق المتضررة في غزة وتوفير المساعدات الإنسانية للمتضررين

وهناك تأثيرات اقتصادية: قد تعاني الاقتصادات المحلية والإقليمية من تأثيرات سلبية على الاقتصاد نتيجة للحرب وتكاليف إعادة الإعمار

وتعزيز الجهود الدبلوماسية: قد تشهد المنطقة تعزيزًا للجهود الدبلوماسية من أجل التوصل إلى حلول سياسية ودبلوماسية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي

فضلا عن تعزيز الجهود الأمنية: قد تشهد المنطقة تعزيزًا للجهود الأمنية للحيلولة دون تصاعد جديد للعنف

تعزيز الحوار الداخلي: قد تتوجه الفلسطينيين نحو تعزيز الحوار الداخلي بين الفصائل المختلفة لتحقيق الوحدة الوطنية

وانعكاسات اقتصادية: قد تعاني الاقتصادات في الشرق الأوسط من تأثيرات سلبية نتيجة للاضطرابات السياسية والعسكرية

وتصاعد التوترات الإقليمية: قد تؤدي الأحداث في غزة إلى تصاعد التوترات في المنطقة بأسرها وتأثيراتها الإقليمية

وإعادة تشكيل الديناميات السياسية: قد تسفر الأحداث عن إعادة تشكيل الديناميات السياسية في المنطقة وتغييرات في التحالفات والتوجهات السياسية،

هذه بعض السيناريوهات الإضافية التي قد تنشأ بعد وقف العدوان على غزة، وتوضح تنوع التحولات التي قد تطرأ في الشرق الأوسط ،حفظ الله فلسطين من كل شر.

زر الذهاب إلى الأعلى