آراء

د.فتحي عامر يكتب: الروبوتات القاتلة ..الخطر التكنولوجي المقبل !!

 

بلا شك أن منافع وايجابيات الذكاء الاصطناعي المستمرة في إطار منجزات الثورة الصناعية الرابعة والتي تعد تطبيقات هذا الذكاء هي أبرز مظاهرها وتجليات هذه الثورة،افادت المجتمعات بشكل كبير خاصة في المجالات الصناعية والطبية والاجتماعية ، إلا أن اضرار استخدام الذكاء الاصطناعي ومخاطرها تزداد يوم بعد يوم وهو ما جعل امبراطور الذكاء الاصطناعي المليار دير الأمريكي ايلون ماسك وخبراء في التكنولوجيا يطلقون في مارس 2023 وثيقة خطيرة تطالب بوقف تطورات العالم في الذكاء الاصطناعي لأنها بتهدد البشرية وربما تنذر بخطر موت الانسان أو تحويله الي اله شريرة تهدد العالم!!

وزاد الخطر عندما عرف الجماعات المتطرفة والإرهابية طريق الذكاء الاصطناعي وتقنياته المتطورة لدرجة جعلت امكانية جماعات إرهابية مثل داعش تمتلك روبوتا قاتلا في المستقبل القريب تعوض به مثلا قلة عدد المنضمين إليها من الشباب لأي سبب!!

لذا طالب البريطاني مانويل شاركي استاذ الروبوت واجهزت الذكاء الاصطناعي في جامعة شيفيلد البريطانية بحملة عن أنها أوقفوا الروبوتات القاتلة ! وهي تلك الأسلحة ذاتية التحكُّم، والتي تَتخِذ القرار في ميدان القتال دون تدخُّل الإنسان، ومن خلال تحكم ذاتي، وإحدى منظومات السلاح الآلية التي تستطيع في حال تشغيلها أن تختار الأهداف وتشتبك معها، دون حاجة إلى تدخل من العنصر البشري الذي يقوم بتشغيلها.

وقد عَرفت المملكة المتحدة -في مايو 2011 بأنها: تلك النُظم ذاتية التحكم، والتي لها القدرة على الفَهم والتحليل بمستوًى عالٍ، انطلاقًا من معالجة البيئة المحيطة بها، والقدرة على تحديد مسار العمل، واختيار البدائل، دون الاعتماد على إشراف الإنسان أو مراقبته، وكان ذلك التعريف في إطار وضع تعريفاتٍ لنُظم الأسلحة المستخدمة عن بُعد ودَورها في التنظيمات العسكرية !

وقد حذر مرصد الأزهر لمكافحة التطرُّف مِنِ عواقب امتلاك التنظيمات الإرهابية لمثلِ هذه التقنيات، القائمة على الذكاء الاصطناعي في ممارسة أنشطتها الإرهابية؛ حيث تتَطلَّع التنظيمات الإرهابية لسرقة السيارات -ذاتية القيادة- من أجل تنفيذ هجماتها الخبيثة وقتل الأبرياء، إضافة إلى السعي لامتلاك أسلحة متقدِّمة يتم استخدامها في تنفيذ الهجمات دون الاعتماد على العناصر البشرية، بما يمنح تلك التنظيمات الفرصة لتنفيذ أنشتطها الإرهابية بأقلِّ الخسائر في صفوف عناصرها !!

وللاسف الشديد فإن العالم يفتقد ضمانات كافية لعدم انتقال تلك التطبيقات من الاستخدام المشروع إلى نطاقات أخرى غير مشروعة، خصوصًا في ظل ما ذُكِر حول سباق التسلح الذكي بين القوى الكبرى..

بدلًا من أن يكون الذكاء الاصطناعي فتحًا جديدًا يلتف حوله العالم ككل في الاستخدامات السلمية والآمنة والأمنية ضد أخطار وتهديدات جماعية مُتفق عليها، الا انه اصبح أداة صراع ووسيلة إبادة متبادلة بين الأطراف التي تمتلكها!

ولذلك فإن الذكاء الاصطناعي مـثـلـمـا أصـبـــح حـجــــــر زاوية في مستقبل المواجهة الأمنية ضد الإرهاب (التطرف الحركي)،و التطرف الفكري في المقابل فهو أداة محايدة تتحدد تأثيراتها وفقًا لطبيعة استخدامها والطرف المستفيد منه، وبالتالي هو قابل للاستخدام السلبي بشكل مكافئ تمامًا للاستخدامات الإيجابية، فهو في النهاية مجرد “أداة” يمكن تطويعها وتوظيفها لصالح إنفاذ القانون.

أو انتهاكه، ولتحقيق الصالح العام أو الإضرار به وقد انتقلت هذه القابلية من مرحلة التنظير والاحتمالات إلى التجسد الفعلي على أرض الواقع؛ حيث بدأ بالفعل استخدام بعض أشكال وتجليات الذكاء الاصطناعي بواسطة جماعات إرهابية وتنظيمات مسلحة.

والمثال الأبرز على ذلك، استخدام تنظيم “الدولة الإسلامية” الشهير باسم “داعش” لطائرات مسيرة ذكية، وكذلك محاولة الاغتيال الفاشلة التي تعرض لها رئيس فنزويلا “نيكولاس مادورو” في 2018، باستخدام المُسيّرات.

والأخطر هو الجمع بين أكثر من تقنية للذكاء الاصطناعي، كأن تعتمد كاميرات الطائرات المسيرة في تحديد أهدافها على تقنيات التعرف على الوجوه، أو تزويدها بأسلحة ذكية تستطيع تتبع الهدف المحدد، أو التعرف عليه من بين عدة أهداف متشابهة!! لذلك فإن الروبوتات القاتلة هي الخطر الحقيقي الذي سيواجه البشرية خلال السنوات القليلة المقبلة ،وربما تنقلب الآلات علي البشر ،وتعلن الحرب فيما بينهما وعندئذ ستكون حرب من أجل البقاء علي هذا الكوكب !!

زر الذهاب إلى الأعلى