آراء

عبدالعظيم القاضي يكتب: الصمت الرفيع

مجاهدة ابليس ليس امرا سهلا لكثير من البشر ،ولو ركز الانسان مع ألاعيبه سيدخل في معركة يومية لا نهاية لها .. وما اكثر نسل ابليس في تلك الايام، فاذا فعلت ذلك فانت سفيها حقا، وتعد السفاهة من الصفات المذمومة بين الناس، فهي نقيض الحلم، وتعني الجهل، والطيش وخفّة العقل، فالإنسان العاقل يتجنب مجالسة السفهاء، وقدكشفت لنا الحياة عن الكثير من السفهاء ، وسقطت الاقنعة المزيفة وظهرت عورات الكثير منهم ،

ولعلمى بمثل هؤلاء لم ولن نصل الى هذا المستوى الوضيع من السفه، وعلى الرغم من ذلك لم يستسلم السفهاء أمام صمتك الرفيع مبكرا،فما زلت مقتنعا بما قاله اهل الحكمة “لا تتسابق مع الحمير لأنهم لو هزموك ستكون حمارا خاسرا، ولو فزت عليهم ستكون افضل حمار . . حكمة اعجبتني كثيرا” خصوصًا وأن طاقة السفاهة لدى البعض لا تفني، ولكن تستحدث من العدم!

سبحان الله لا يتفنن السفهاء في إضاعة وقتك،وتعطيل مسيرتك فقط، إنما أيضًا يبدعون في شحنك حتى الثمالة، لذا يدعوك ربك بان ترد كيدَهُم في نحورهم، فخيرُ دواء لهم هو الصمت ، فتبادل إطلاق نيران السفاهة، يؤذي النبيل حتى إن كان هو المنتصر،

الم يعلم هؤلاء السفهاء أننا نملك مصانع خاصة نتسلَّم من خلالها شحنات السفاهة الخام، ونعيد تدويرها لنخرج منها منتجا جديدا قوامه الصبر والرضا.. بل والسرور وقد صدق الشاعر حينما قال
إذا نطق السفيه فلاتجبه فخير من إجابته السكوت، إذا كلمته فرجت عنه وإن تركته كمدا يموت،

وهنا اتذكر ما اوصى به عمير بن خماشة بنيه فقال لهم ” بَنِيَّ إياكم ومجالسة السفهاء ؛ فإن مجالستهم داء ، من يحلم عن السفيه يُسَر ، ومن يُجبْه يندمْ ، ومن لا يرضى بالقليل مما يأتي به السفيه يرضى بالكثير ”

فلابد للعاقل ان يعلم،ان لكل داءٍ دواءٌ يستطبّ به إلا الحماقة أعيت من يداويها وبعض الداء ملتمس شفاه وداء الحمق ليس له شفاء
واعلم بأنّ الصواعق لا تضرب إلا القمم، وهل تقذف بالحجارة إلا الاشجار المثمرة؟،

زر الذهاب إلى الأعلى