فوقية ياسين تكتب: مصر المكرمة في القرآن الآمنة بوعد الله
51 عامًا مرت على حرب العزة والكرامة السادس من أكتوبر 1973، وفي كل ذكرى تمر نشعر بأننا نحتفل بالذكرى الأولى للنصر الذي سجله التاريخ لجنود مصر بحروف من نور، فقد كانت حرب أكتوبر ملحمة عسكرية مصرية متكاملة الأركان، حيرت العالم بخططها وفاجئته بنصر عزيز على كل مصري وعربي، مع كل ذكرى يتجدد الأمل في أن مصر ستظل «منصورة» آمنة بلد الأمن والسلام كما وعد رب العالمين في كتابه العزيز «وقال ادخلوا مصر إن شاء الله آمنين».
مصر التي كرمها الله بأن ذكرها سبحانه وتعالى في مواضع عدة في القرآن الكريم، منها قول الله تعالى في سورة الزخرف :«وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ».
كذلك قال الله تعالى في سورة يوسف :«وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِنْ مِصْرَ لامْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ». وقال عز وجل: «فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ».«وَأَوْحَيْنَا إِلَىٰ مُوسَىٰ وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّآ لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ” (يونس: ٨٧».
وقوله تعالى:«وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاءَ تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلْآكِلِينَ» (المؤمنون: ٢٠).
كما ذكرت «مصر» في السنة النبوية فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذكر مصر قوله صلى الله عليه وسلم: «ستفتح عليكم بعدي مصر فاستوصوا بقبطها خيراً فإن لكم منهم ذمة ورحماً»
وقال صلوات الله وسلامه عليه: ( اللهَ اللهَ فِي قِبْطِ مِصْرَ ، فَإِنَّكُمْ سَتَظْهَرُونَ عَلَيْهِمْ ، وَيَكُونُونَ لَكُمْ عِدَّةً ، وَأَعْوَانًا فِي سَبِيلِ اللهِ )
وقوله صلى الله عليه وسلم «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا بها جنداً كثيفاً فذلك الجند خير أجناد الأرض. قال أبو بكر: «لمَ يا رسول الله؟ قال لأنهم وأزواجهم في رباط إلى يوم القيامة»،
وقال: عبد الله بن عمرو: لما خلق الله آدم مثل له الدنيا شرقها وغربها وسهلها وجبلها وأنهارها وبحارها وبناءها وخرابها ومن يسكنها من الأمم، ومن يملكها من الملوك فلما رأى مصر رآها أرضاً سهلة ذات نهر جار مادته من الجنة تنحدر فيه البركة وتمزجه الرحمة، ورأى جبلا من جبالها مكسداً نوراً لا يخلو من نظر الرب إليه بالرحمة في سفحه أشجار مثمرة فروعها من الجنة، تسقى بماء الرحمة فدعا في النيل بالبركة ودعا في أرض مصر بالرحمة.
أما دعاء نوح عليه السلام لها، فقال عبدالله بن عباس: دعا نوح عليه السلام لابنه بيصر بن حام أبي مصر، فقال اللهم إنه قد أجاب دعوتي فبارك فيه وفي ذريته وأسكنه الأرض الطيبة المباركة التي هي أم البلاد وغوث العباد.
هذه هي مصر التي نتنفس حبها ونعشق ترابها ونحب ونقدر ونفخر بجيشها العظيم، جيش مصر الذراع الحامي لها من كل من تسول له نفسه القرب منها بشر أو أذى.
وفي كل عام تستعيد الذاكرة المصرية والعربية الدور البطولي للقوات المسلحة المصرية الباسلة، وتضحيات جنودها الذين رووا الأرض بدمائهم الطاهرة فضربوا أروع الأمثلة في التضحية والفناء من أجل الوطن.
ونحن إذ نحتفل ونستعيد هذه الذكرى المجيدة نجدد العهد على الحب والعطاء لهذا الوطن الحبيب الغالي ، داعين الله عز وجل أن يرفع رايته دوما ويحيطه بحفظه ولطفه وكرمه، ولله در القائل:
يَا مِصْرُ أَنْتِ الأَهْلُ وَالسَّكَنُ
وَحِمىً عَلَى الأَرْوَاحِ مُؤْتَمَنُ
حُبِّي كَعَهْدِكِ فِي نَزَاهَتِهِ
وًالحُبُّ حَيْثُ القَلْبُ مُرْتَهَنُ
مِلْءُ الجَوَانِحِ مَا بِهِ دَخَل
يَوْمَ الحِفَاظِ وَمَا بِهِ دَخَنُ
ذَاكَ الهَوَى هُوَ سِرُّ كُلِّ فَتىً
مِنَّا تَوَطَّنَ مِصْرَ وَالعَلَنُ.