تاج الدين : المبادرات الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام ساهم في علاج المرضي وخفض نسب الوفاة
كتبت-عبير أبورية
كشف الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الصحية والوقاية،عن الإنجازات البارزة التي حققتها مصر في مجال الوقاية والعلاج من الأورام، مؤكدا أن المبادرات الرئاسية للكشف المبكر عن الأورام ساعدت في اكتشاف عشرات الآلاف من الحالات المرضية وعلاجها في مراحلها المبكرة، مما أدى إلى تحسين نسب الشفاء وخفض معدلات الوفاة بشكل كبير.
وأشار” تاج الدين” خلال فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لأورام الصدر والرئة، أن الجهود المحلية لتطوير بروتوكولات تشخيصية وعلاجية فعالة لأورام الصدر والرئة حققت نجاحا لافتا، مؤكدا أن مشروع الجينوم المصري كان له دور جوهري في فهم طبيعة الأورام لدى المرضى المصريين، ما أتاح تصميم علاجات مخصصة ساعدت على تحسين معدلات الاستجابة للعلاج.
قالت الدكتورة علا خورشيد، أستاذ الأورام بالمعهد القومي للأورام ورئيس المؤتمر الدولي الخامس لأورام الصدر والرئة، بأن التقدم الكبير في العلاجات المناعية والموجهة قد منح مرضى أورام الرئة فرصا جديدة للحياة، خاصة في الحالات التي كانت تُعتبر غير قابلة للعلاج سابقا، موضحة أن المرضى في المراحل المتقدمة، مثل المرحلة الرابعة، والذين لم يكن لديهم أمل في الشفاء، أصبح لديهم الآن فرصة حقيقية للتعافي باستخدام هذه العلاجات الحديثة.
وأضافت” خورشيد” أن نسبة الاستجابة للعلاجات المناعية والموجهة تتجاوز 80%، مع تحسن كبير في معدلات البقاء على قيد الحياة، مشيرة إلى أن هذه النسبة ارتفعت إلى 65% حتى في المراحل المتأخرة،أما في المراحل المبكرة من المرض، فقد أثبتت هذه العلاجات قدرتها على تقليل احتمالية عودة المرض وانتشاره بشكل كبير، ما يعزز فرص الشفاء الكامل.
أشارت”خورشبد” إلى أن التقدم لم يقتصر على العلاج فقط، بل شمل أيضا تقنيات التشخيص المتطورة التي تعتمد على تحليل المستقبلات الجينية والخلايا المناعية،مؤكدة أن هذه التقنيات ساعدت بشكل كبير في تحديد العلاجات الأكثر فاعلية لكل مريض على حدة، مما أدى إلى تحقيق استجابات علاجية متميزة.
و أكدت “خورشيد” على أن الوقاية من سرطان الرئة ممكنة، وأن الكشف المبكر يلعب دورا حاسما في ضمان فرص شفاء تتجاوز 80%.
أكد الدكتور هشام الغزالي، ،رئيس المبادرات الرئاسية لصحة المراة أن علاج أمراض أورام الرئة يشهد تقدما كبيرا بفضل الابتكارات الطبية الحديثة لافتا الى ان منع التدخين يعد خطوة حاسمة في الوقاية من أمراض الرئة، حيث يمكن أن يقلل خطر الإصابة بهذه الأورام بنسبة تصل إلى 40%، مشيرا إلي أن الكشف المبكر عن أورام الرئة هو المفتاح لتحقيق نسب شفاء مرتفعة، موضحا أن التشخيص المبكر يتيح وضع خطة علاجية فعالة تعتمد على أحدث العلاجات الموجهة والمناعية.
وأضاف”الغزالي” ان أورام الرئة تظهر طفرات جينية كثيرة ومتغيرة، وهو ما يتيح تطوير علاجات دقيقة تستهدف هذه الطفرات،و في بعض الحالات، يمكن أن تتحقق السيطرة التامة على المرض من خلال أقراص بسيطة دون الحاجة إلى العلاجات التقليدية،مؤكدا أن العلاجات المناعية قد رفعت نسب الشفاء من أورام الرئة إلى مستويات غير مسبوقة، حيث تعمل هذه العلاجات على تحفيز الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بشكل فعال.
شدد “الغزالي” على أن اعتماد خطط علاجية موجهة بناء على تحليل الطفرات الجينية لكل مريض يعد ثورة في الطب الشخصي، مما يفتح آفاقا جديدة لتحسين حياة المرضى وتقليل الآثار الجانبية للعلاج.
وأكد “الغزالى “على أهمية الوقاية، داعيا إلى تعزيز الوعي بمخاطر التدخين وأهمية الفحص الدوري للكشف المبكر، مشيرا إلى أن الابتكارات الحديثة في الطب تجعل السيطرة على أورام الرئة أكثر سهولة وفعالية من أي وقت مضى.
أوضح أستاذ الأورام الفرنسي، أن العلاج المناعي قد أحدث تحولا جذريا في علاج سرطان الرئة، خصوصا في المراحل المتقدمة مؤكدا أن بعض المرضى لا يستجيبون للعلاج المناعي، مما يدفع الباحثين إلى التركيز على آليات المقاومة وتطوير أجيال جديدة من العلاجات المناعية ،مشيرا إلى أن الجمع بين العلاجات المناعية المختلفة يعتبر استراتيجية واعدة لتحسين النتائج.
أكد الدكتور عماد حمادة أستاذ طب الاورام بالقصر العينى، أن الكشف المبكر يعد أحد الركائز الأساسية في مكافحة سرطان الرئة، مشيرا إلى أن الأشعة المقطعية ذات الجرعة المخفضة تُعد الوسيلة الأكثر فعالية لتحديد الحالات المبكرة، خاصة لدى الفئات الأكثر عرضة، مثل المدخنين وأصحاب التاريخ العائلي مع المرض.
وأوضح” حمادة “أن الجهود المبذولة أسفرت عن تنفيذ حوالي 9 ملايين استبيان للكشف المبكر، تم خلالها إحالة 77 ألف شخص لإجراء أشعة مقطعية ذات جرعة مخفضة.من بين هذه الحالات، أظهرت النتائج الأولية أن 16% منهم لديهم إشارات تدعو للمتابعة الطبية الدقيقة، حيث تم اكتشاف 11 حالة أورام خبيثة و10 حالات أورام حميدة، فيما لا تزال 30 حالة قيد الدراسة،مضيفا انه رغم التركيز على المدخنين كفئة مستهدفة رئيسية، إلى أن أورام الرئة قد تصيب أيضا غير المدخنين، مما يعكس الحاجة إلى مزيد من البحث حول عوامل الخطر الأخرى.
بالأورام.
واكد المشاركون فى المؤتمر أن الكشف المبكر باستخدام الأشعة المقطعية يخفض معدلات الوفاة بسرطان الرئة بنسبة تصل إلى 20%.
أضاف المشاركون أن هذه الجهود تمثل خطوة حيوية نحو تحسين نسب الشفاء وتطوير أساليب علاجية تستهدف الحالات في مراحلها الأولى.
واشار المشاركون في المؤتمر إلى أن العلاجات المناعية مثلت قفزة نوعية في علاج العديد من حالات أورام الرئة، إذ أظهرت الأبحاث الحديثة قدرتها على تحقيق نسب شفاء مرتفعة في الحالات المعقدة.
كما تم الكشف عن بدائل علاجية مبتكرة للحالات التي تشهد عودة للمرض بعد العلاج المناعي، وهو ما أحدث نقلة نوعية في مسار علاج المرضى حول العالم.
وأضاف المشاركون أن الأبحاث المتقدمة في الجينوم، ومنها مشروع الجينوم المصري، ساهمت بشكل كبير في تحسين فهم الطبيعة الجينية للأورام، مما أدى إلى تحسين التشخيص وتطوير العلاجات الموجهة.