خبراء بالطب البيطرى: الدلائل الإرشادية نقلة نوعية في توحيد الممارسات البيطرية

كتبت سامية الفقى
شهدت الجلسة الحوارية الثالثة من احتفالية إطلاق الدلائل الإرشادية للتدخلات الطبية البيطرية، التي نظمها المجلس الصحي المصري بالتعاون مع النقابة العامة للأطباء البيطريين، نقاشًا موسعًا حول “التحديات والفرص في تطبيق الدلائل البيطرية في الممارسات اليومية للأطباء البيطريين”.
أدار الجلسة العقيد دكتور محمد الشرقاوي، ممثل الخدمات البيطرية بأكاديمية الشرطة وعضو اللجنة العليا للدلائل الإرشادية، بحضور نخبة من الخبراء والمتخصصين وممثلي الجهات البيطرية المحلية والدولية، من بينهم منظمة الأغذية والزراعة (الفاو)، المعهد الدولي لصحة الحيوان (IIAH)، والمركز المصري لصحة الحيوان.
وأجمع المشاركون على أن هذه الدلائل تشكل نقلة نوعية في توحيد الممارسات البيطرية ورفع كفاءة الخدمات، كما تعد مرجعًا علميًا يسهم في تعزيز جودة التشخيص والعلاج.
الدكتور أحمد محمد بيومي، رئيس اللجنة العليا للدلائل الإرشادية ورئيس جامعة السادات السابق، أكد أن الهدف هو “تطوير مستوى الممارسة المهنية للطبيبات والأطباء البيطريين، وجعل الطبيب يمارس مهنته بطريقة حديثة لتحسين مستوى الخدمات في المنطقة”.
من جانبه، أوضح الدكتور محمود حمدي، وكيل النقابة العامة للأطباء البيطريين، أن إصدار هذه الدلائل خطوة مهمة لتعزيز الممارسات السليمة وتوحيد المفاهيم المهنية، مشددًا على “أهمية التدريب العملي المستمر”، وأضاف: “نحن في النقابة نؤكد دائمًا على ضرورة رفع مستوى الأطباء، خاصة أن بعضهم لا يواصل التعلم المستمر بعد التخرج، مما يستدعي توفير دلائل إرشادية سهلة وبسيطة ومتاحة للجميع.”
وأشار إلى أن مصر تخرج نحو ثلاثة آلاف طبيب بيطري سنويًا، وهو رقم كبير يستوجب تأهيلهم بشكل جيد لتحقيق ممارسة صحيحة.
من جهته، قال الدكتور محمد عفيفي، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء البيطريين، إن “التفاوت في الممارسات بين الأطباء البيطريين يمثل مشكلة حقيقية، إذ قد يتبع طبيب نظامًا معينًا لعلاج مرض ما بينما يتبع آخر نظامًا مختلفًا، مما يسبب تضاربًا.” وأضاف: “الآن مع وجود الدلائل الإرشادية يمكن توجيه الأطباء للطريق الصحيح، وهذا سيساعد في تقليل المشكلات ونشر ثقافة صحيحة بين الجميع.”
كما أشار إلى أنه من المتوقع وجود مقاومة لتطبيق أي جديد، مؤكداً أن دور الأطباء هو دعم نشر هذه الثقافة بين زملائهم.
وفي مداخلة هامة، أشاد الدكتور جمال سوسة، رئيس جامعة بنها السابق، بالدلائل الإرشادية ووصفها بـ”الخطوة الاستراتيجية لتعزيز مهنة الطب البيطري وربطها بمنظومة الصحة العامة في مصر.” وذكر أن “مهنة الطب البيطري تمثل خط الدفاع الأول ضد الأمراض المعدية، لذا لا بد أن يكون لدينا أطباء بيطريون على مستوى عالمي، قادرون على التشخيص السليم والفحص الدقيق.”
وأوضح أن الدلائل تساعد في رفع مستوى القدرة التنافسية وتطوير المهارات العملية للأطباء البيطريين.
بدوره، أكد الدكتور محمد حمدي غانم، أستاذ أمراض الباطنة وعميد كلية الطب البيطري بجامعة بنها السابق، أن الدلائل الإرشادية “توفر كثيرًا على الأطباء، خاصة في القطاع الخاص، إذ تمنحهم نظامًا واضحًا يسيرون عليه في جميع مجالات الطب البيطري، مما يحميهم من الوقوع في مشاكل.” وأشار إلى أن الأطباء في المناطق الريفية يعانون من العمل العشوائي بدون أساس علمي، وبالتالي ستساعد هذه الدلائل على توفير إطار عمل علمي سليم.
كما نوه الدكتور غانم إلى أهمية إدماج هذه الدلائل ضمن المناهج الدراسية بكليات الطب البيطري، لتأهيل الأطباء منذ البداية على أسس علمية صحيحة.
من جانبه، أكد الدكتور إيهاب هلال، نقيب الأطباء البيطريين ببورسعيد، أن وجود مرجعيات موحدة يسهم في تقليل التفاوت في الممارسات اليومية، ويساعد الأطباء على اتخاذ قرارات مبنية على أسس علمية واضحة. وأكد على ضرورة تعميم الدلائل على مستوى الجمهورية، مع تكثيف برامج التأهيل والتوعية، باعتبارها أداة فاعلة للارتقاء بالمهنة.
فيما ثمن ممثلو منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) والمعهد الدولي لصحة الحيوان المشاركة الواسعة في إعداد الدلائل، ودعوا إلى استمرار التعاون المصري الدولي لدعم جهود تطوير الصحة الحيوانية وضمان سلامة الغذاء.