الحديثى من الصين : بناء كفاءات هندسية قوية وتحقيق الاعتراف الدولي ليس مجرد هدف أكاديمي بل ضرورة حتمية لخدمة الشعوب

كتبت سامية الفقى
أكد الدكتور البروفيسور عادل الحديثى الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب ، على اهمية إعداد مهندسين عرب قادرين على المنافسة عالمياً ، مشيرا أن المهندس العالمي هو مهندس قادر على العمل في أي مكان في العالم
وأضاف البروفيسور عادل الحديثى ، خلال كلمته بمؤتمر الحزام والطريق لبناء القدرات الهندسية ، الذي استضافته جامعة تيانجين بجمهورية الصين الشعبية بمشاركة الجمعية الصينية للعلوم والتكنولوجيا (CAST)، والجمعية الصينية للمهندسين، والاتحاد الدولي لجمعيات الهندسة للحزام والطريق – جامعة تيانجين، وقسم العلوم والتكنولوجيا بمقاطعة سيتشوان، وجمعية سيتشوان للعلوم والتكنولوجيا، وجمعية تيانجين للعلوم والتكنولوجيا ، أن الحديث حول الكفاءات الأساسية للمهندسين والاعتراف الدولي بهم هو موضوع يتماشى تماماً مع أهداف مبادرة الحزام والطريق في بناء القدرات الهندسية عبر القارات.
الحزام والطريق
وأشار الحديثى ، إلى أنه في عصر التطور التكنولوجي المتسارع والعولمة، وفي ظل مبادرة الحزام والطريق الطموحة، تواجه مهنة الهندسة تحديات وفرصاً جديدة . مشيرا ، إلى أن مشاريع البنية التحتية الضخمة التي تربط بين القارات تتطلب مهندسين ذوي كفاءات عالية قادرين على العمل عبر الثقافات والحدود، مما يستدعي إعادة النظر في الكفاءات الأساسية المطلوبة للمهندسين وآليات الاعتراف الدولي بهذه الكفاءات.
المهندسين العرب
وشدد الحديثى ، إلى أن اتحاد المهندسين العرب، الذي يمثل أكثر من مليون ونصف مهندس عربي، يدرك أهمية هذا التحدي خاصة في سياق مشاريع الحزام والطريق التي تمر عبر العديد من الدول العربية، ويعمل بنشاط على تطوير معايير موحدة تضمن جودة الممارسة المهنية وتسهل الاعتراف الدولي بكفاءات المهندسين العرب. مؤكدا أن اتحاد المهندسين العرب يعمل على رفع الكفاءات الأساسية للمهندسين في سياق مبادرة الحزام والطريق .
الكفاءات الهندسية
ولفت الحديثى ، إلى أن مشاريع البنية التحتية الضخمة لمبادرة الحزام والطريق تتطلب مجموعة متطورة من الكفاءات الهندسية ومنها الكفاءات التقنية والتكنولوجية ، مؤكدا أن إتقان العلوم الأساسية ومنها الرياضيات، الفيزياء، والكيمياء ، وكذلك التفكير التحليلي و القدرة على تحليل المشكلات المعقدة وإيجاد حلول مبتكرة وترسيخ التطبيق العملي من خلال ربط النظرية بالممارسة الفعلية ، وكذلك إتقان الأدوات الرقمية ، البرمجة، النمذجة، والمحاكاة ، وأيضا فهم الذكاء الاصطناعي تطبيقاته في الهندسة والتكامل معه ، فضلا عن مفاهيم الأمن السيبراني لحماية الأنظمة والبيانات الهندسية . مشددا ، هذه المعايير تعد أساس راسخ لكل التخصصات الهندسية
التعاون الدولى
وأشار الحديثى ، إلى أن التعاون الدولى يتطلب الكفاءات الهندسية الثقافية وتحقيق التفاهم الثقافي بين المهندسين الدوليين لفهم وتقدير التنوع الثقافي في المشاريع متعددة الجنسيات وأيضا تفعيل التواصل متعدد اللغات وترسيخ القدرة على التواصل الفعال عبر حواجز اللغة ، وتحقيق شراكات استراتيجية مع منظمات هندسية دولية مثل WFEO و IEEE . وأيضا عقد اتفاقيات تعاون مع اتحادات هندسية في آسيا وأفريقيا وأوروبا وانشاء برامج التبادل لتطوير قدرات المهندسين العرب دولياً ، وكذلك ضمان جودة التعليم الهندسي على المستوى العالمي و تعزيز حركة المهندسين عبر الحدود ، مطالبا بتعزيز الشراكات بين الجامعات والمؤسسات المهنية ، مؤكدا أن إدارة المشاريع الدولية تتطلب تنسيق الأعمال عبر مناطق زمنية وثقافات مختلفة والعمل في ظروف جغرافية ومناخية متنوعة و العمل والتعاون الجماعي في فرق متعددة للتخصصات والثقافات .
الكفاءات الأخلاقية
وشدد الحديثى ، على ضرورة ترسيخ الكفاءات الأخلاقية والمسؤولية المجتمعية للمهندسين من خلال الالتزام الأخلاقي و احترام معايير المهنة والسلوك المهني ، وكذلك ترسيخ المسؤولية البيئية و مراعاة الأثر البيئي في التصميم والتنفيذ من أجل حفظ السلامة العامة ووضع سلامة المجتمع كأولوية قصوى وهو ما يعمل على تحقيق التنمية المستدامة و تطوير حلول تلبي احتياجات الحاضر دون إضرار بالمستقبل .
المهندسين العرب
وقال البروفيسور الحديثى ، إن المنطقة العربية تقع في موقع استراتيجي ضمن مبادرة الحزام والطريق، حيث تمر العديد من طرق التجارة والنقل عبر أراضيها. لذلك، يلعب اتحاد المهندسين العرب دوراً محورياً في المساهمة فى المبادرة ، وأيضا إعداد الكوادر المتخصصة و تدريب المهندسين العرب على متطلبات المشاريع الدولية الكبرى وتفعيل التعاون التقني و تبادل الخبرات مع الشركاء الصينيين في مجال البنية التحتية . مؤكدا أن معايير الجودة تتطلب تطبيق أعلى معايير الجودة والسلامة في المشاريع المشتركة لضمان أن المشاريع تخدم التنمية المحلية والإقليمية
بناء القدرات
وأوضح الحديثى ، أن اتحاد المهندسين العرب، يعمل منذ تأسيسه على تحقيق أهداف تتماشى مع رؤية الحزام والطريق في بناء القدرات الهندسية عبر التعاون الدولي ، ووضع معايير عربية موحدة للتعليم الهندسي والممارسة المهنية ، وتفعيل برنامج الاعتماد العربي لكليات الهندسة في الوطن العربي وكذلك وضع شهادة المهندس العربي المعتمد لنظام شهادات يضمن جودة الأداء المهني فضلا عن توفير قاعدة بيانات للمهندسين العرب لتسهيل التواصل وتبادل الخبرات ، وضمان جودة التعليم الهندسي على المستوى العالمي و تعزيز حركة المهندسين عبر الحدود .
المهندس العربي العالمي
وأكد الحديثى ، أن هدف اتحاد المهندسين العرب هو اعداد المهندس العربي العالمي و إعداد مهندسين عرب قادرين على المنافسة عالمياً ، مؤكدا أن المهندس العالمي هو مهندس قادر على العمل في أي مكان في العالم .
التوصيات
ووجه الأمين العام لاتحاد المهندسين العرب ، توصيات للحكومات بضرورة تطوير سياسات تدعم الاعتراف المتبادل وتسهل انتقال المهندسين ، مطالبا الجامعات بتحديث المناهج وفقاً للمعايير الدولية مع الحفاظ على الهوية المحلية . محفزا ، المؤسسات المهنية بتعزيز التعاون الإقليمي والدولي ، مناشدا المهندسين بالاستثمار في التطوير المهني والتعلم المستمر .
الشركاء الدوليين
وأكد الحديثى ، باسم اتحاد المهندسين العرب الالتزام بالعمل مع جميع الشركاء الدوليين لبناء مستقبل أفضل لمهنة الهندسة. مؤكدا أن بناء كفاءات هندسية قوية وتحقيق الاعتراف الدولي ليس مجرد هدف أكاديمي، بل ضرورة حتمية لخدمة شعوبنا والإنسانية جمعاء.
الأمم والحضارات
وشدد الحديثى ، نحن في اتحاد المهندسين العرب نعتز بتاريخنا الحضاري العريق في مجال الهندسة والعمارة، ونتطلع إلى المساهمة في بناء مستقبل تقني مشرق للعالم، معتمدين على الشراكة والتعاون مع جميع الأمم والحضارات.