عباس ابوشنب يكتب :رجال الاعمال والتجارة مع الله
قديما ضربت أم كلثوم اروع الأمثلة فى حبها لوطنها فهى اول واحدة كانت تساند المجهود الحربى ، لماذا لم يتعلم منها اهل الفن والمغنى ؟ مصر الان تمر بظروف اصعب من ظروف الحرب وحاليا الحكومة تعمل اقصى ما بوسعها لحماية الشعب من الكورونا والشعب مغيب ليس لديه الوعى الكافى ،فالاسواق مزدحمة بشكل غريب لدرجة التكدس .
اين رجال الاعمال؟ الم يتربحوا ويجنوا اموالهم من خيرات مصر ؟ ولو كل واحد فلوسة دى كسبها برا مصر ليس مجبرا ولا يوجد مبررا ان نطلب منه مساعدة ، اما الذى اغتنى فى مصر واكتسب امواله فى مصر واستفاد منها حبا فى الخير للناس.
اما آن الاوان ان نفعل كما فعل عثمان رضى الله عنه ،قال ابن عباس: «قَحِط الناس فى زمن أبى بكر، فقال أبو بكر لا تمسون حتى يفرج الله عنكم، فلما كان من الغد جاء البشير إليه فقال: لقد قدمت لعثمان ألف راحلة بُرًّا وطعامًا، فغدا التجار على عثمان فقرعوا عليه الباب فخرج إليهم وعليه ملاءة قد خالف بين طرفيها على عاتقه، فقال لهم، ما تريدون ؟ قالوا بلغنا أنه قدم لك ألف راحلة بُرًّا وطعامًا. بعنا حتى نوسع على فقراء المدينة، فقال لهم عثمان ادخلوا ! فدخلوا فإذا ألف وِقْر قد صُبَّ فى الدار.
فقال لهم: كم تربحونى على شرائى من الشام ؟ قالوا العشرة اثنى عشر. قال قد زادنى. قالوا العشرة أربعة عشر. قال زادونى.. قالوا: لعشرة خمسة عشر. قال قد زادونى.. قالوا: من زادوك ونحن تجار المدينة ؟..
قال: زادونى بكل درهم عشرة.. هل عندكم زيادة ؟.. قالوا: لا.. قال: فأُشهدكم معشر التجار أنها صدقة على فقراء المدينة».
ولا يخفى فى القصة أن عثمانَ كان يشير إلى جزاء الحسنة عند الله بعشرة أمثالها، فهل نجد من اهل المال والجاه وأصحاب الملايين من يفعل ذلك لوجه الله دون ان يمجده الاعلام وتعتلى صوره الفضائيات والصحف والمجلات .فمن يتاجر مع الله ؟