آراء

إبتسام حنفي تكتب : المصريين في مواجهة قرارات الدولة

 

شعب لا يريد المواجهة في كل شيء ..!
البداية كانت عندما قرر الرئيس السادات عمل قرارات اقتصادية صارمة بعد حرب أكتوبر للنهوض بالدولة ، وبدأ بالفعل في رفع أسعار بعض السلع .

وبمنتهى الشفافية أعلن ذلك على الشعب في الجريدة الرسمية ، قامت الدنيا ولم تقعد .. ثورة وحرق وتخريب سميت وقتها بثورة الحرامية ..الشعب الذي تحمل وقت الحرب ، لم يتحمل أن تقترب من مأكله ومشربه

لم ينظر إلى الأمام .. مصر كانت بحاجة إلى نهضة حاسمة صارمة على كل المستويات صحة وتعليم ومسكن والكثير ، لأننا كنا في حالة حرب وإقتصاد البلد كله موجه للحرب

وكان لابد من مواجهة الشعب بظروف البلد .. لكن وقتها المتادون بالإشتراكية أبوا أن تحدث نهضة ، وكان فكرهم أنه لا مساس بالفقير وبرغيف العيش .. وان مثل هذه القرارات هي ثورة على الفقراء .. (هكذا هم دائماً يتحدثون عن الغلابة بصوت حنجوري دون التوصل إلى حلول ترفع الفقير من هذه الدرجة إلى مستوى معيشي أفضل)..

وحدثت ثورة عارمة .. وتراجع عن قرارات الإصلاح الإقتصادي حتى وصلنا الى ماوصلنا إليه حتى ٢٠١٥

ماذا لو لم يواجه السادات شعبه بهذه القرارات الصارمه ؟ ووضعهم أمام الأمر الواقع ونفذ هذا القرارات ؟
هل كان حال مصر سيكون هو حالها في تدنيها على كافة المستويات مدة ثلاثون عاماً بعدها ؟!

نعم … هذا ما أدركه جيداً الرئيس حسني مبارك
هذا الشعب لا يهتم سوى بلقمة العيش وفقط .. لايفرق معه تعليم ولا صحة ولا اقتصاد ولا سياحة للأسف
وعلى رأي المثل الشعبي ( عض قلبي ولا تعض رغيفي)
وفي الوقت نفسه اتبع أسلوب التخفي مع صدور أي قرار بزيادة أسعار ..

بالطبع كانت بدون هدف تنمية مجتمعية ولا اقتصادية ، لكنها ظروف بلد تدفع مبالغ طائلة في دعم المواطن ، مع عدم تنمية ولا إهتمام حتى بالسياحة المصدر الهام لمصر إقتصاديا ، مع ظهور الفساد بكل أنواعه من رجال أعمال والحكومات المتتابعة والرشاوي والمحسوبيات ….

المهم أن الشعب يكون في غفلة دائمة .. طالما يأكل ويشرب ويأتي له الدعم على طبق من فضة..
ولا يتم مواجهته بأي زيادات حتى وصلنا لقرارات الخصخصة لبيع بعض أصول البلد بالقطعة ..!

وقامت ثورة .. وبعدها ثورة تصحيح للثورة الأولى دون الدخول في تفاصيل يعلمها الجميع..

وجاء الرئيس السيسي وأدرك أن لا مجال الا بالمواجهة وقبول التحدي للنهوض ببلد أقصى ماكانت ستتحمله بضعة شهور من ثورة وإرهاب ودمار وتخريب كل منشٱتها ..

لم يهتم بثورة الشعب عل رفع الدعم التدريجي ، ولا تعويم الجنيه المصري أمام الدولار ، ولا زيادة أسعار كثير من السلع مقابل التعويم ..

وقالها صراحة : لابد وأن يتحمل جميع المصريين هذه المرحلة بكل تداعياتها .. أبى من أبى ، وقبل من قبل
المصريون جميعهم في سلة واحدة .. إما نجونا جميعاً ، وإما هلكنا جميعاً ..

لكنه أصر على النجاة كربان السفينة قبل غرقها في الهاوية.. وقامت مصر وتجلى مافعلة في كل انحاء الحياة بلا استثناء ودون توقف رغم ظروف الإرهاب ، وغضب وشجب بعض فئات الشعب ، وظهور المرض اللعين كورونا ..
لكن تجلت نتائج قراراته الٱن وعرفنا لماذا لم يلتفت إلى غضب مؤقت كان من الممكن أن يسقطنا في هاوية لا صعود لنا ثانية ؟

واجه وتحمل عبء قرارات قاسية لكنها حتمية .. أثمرت عن مشاريع لا حصر لها ، عن تقدم زراعي ،وصناعي ، وتعليمي ،وصحي ، ونقل بكل مستوياته ، وتوفير حياة كريمه لأهالي العشوائيات ، ومحاربة الفساد على كافة المستويات للكبير قبل الصغير ..

ومازال إلى الآن لا يفعل شيء أو يتخذ أي قرار الا بمعرفة ومواجهة المصريين ..

أرجو أن نكون تعلمنا الدرس جيداً .. وان ما قد يرهقنا بعض الشيء اليوم ، سيكون سبيل راحة وسعادة الغد
لابد وأن نتعلم أن لا ننظر تحت أرجلنا وفقط .. ليس هكذا تبنى الدول ..

تحية للرجل الذى تحمل كل شيء من أجل بناء مصر الجديدة والحديثة بمنظور عالمى متطور ، وفي نفس الوقت لم يهمل الفقير ..

بل عمل جاهداً على تحسين وضعه المعيشي في سكن ٱدمي وقرارات أيضا خدمته في كارثة كورونا ، وتوفير كل السلع الغذائية بأسعار في متناول الجميع .. وتصبح مصر من أوائل الدول المؤمنة غذائياً ، بل وتساعد دول كثيرة بالمواد الغذائية ، والطبية .. ٱخرها لبنان بعد كارثة تفجير المرفأ ..

حفظ مصر سالمة ٱمنة ودائماً في تقدم
وحفظ الله رئيسها الواعي وجيشها العظيم

زر الذهاب إلى الأعلى