عاطف عبد الستار يكتب : الشام الجديد .. والنفط مقابل الإعمار
مشروع الشام الجديد، يهدف لربط مصر والأردن والعراق فى تحالف اقتصادي يشبه الاتحاد الأوروبي و تكتل عربي سيغير وجه الشرق الأوسط كلياً.
بدأت فكرة الشام الجديد بتفاهمات مصرية عراقية لتحقيق التعاون الاقتصادي بين البلدين ، و انضمت الأردن بحكم كونها معبرا بين مصر والعراق ، تم عقد قمة بمشاركة السيسي و الكاظمي رئيس الوزراء العراقي و ملك الأردن فى عمّان خلال أغسطس الماضي.
فى الغرف المغلقة بغداد طلبت من مصر تنفيذ تجربتها التنموية في العراق الذى ليس لديه أموال كاش . العقول النابهة توصلت الى صفقة النفط لمصر مقابل الإعمار.
فكرة مشروع الشام الجديد تقوم ببساطة على تحقيق التكامل الاقتصادي في الطاقة واستغلال وجود كتلة بشرية وخبرات فنية وبنية تحتية تكنولوجية في الدولة المصرية
العراق قوة نفطية غنية وبلد مدمرة وليس لديها أموال للتعمير وهى بحاجة للخبرات المصرية البشرية في عدة مجالات أهمها إعادة الإعمار ، واخيرا تأتي الأردن كحلقة وصل بين الطرفين نظرا لموقعها الجغرافي كما سبق وأشرنا
أولى أفكار المشروع تقوم على مد أنبوب ينقل النفط الخام من البصرة بالعراق ليصل إلى العقبة الأردنية ومنها إلى مصر ليتم تكريره في معامل التكرير المصرية ، ومن ثم يتم تصديره لدول العالم .
في مقابل يتم منح النفط العراقي لمصر بأسعار تفضيلية منخفضة وخصومات تصل حتى 16 دولاراً للبرميل ، وبالاضافة لذلك ستحصل مصر على نسبة أخرى من النفط العراقي الخام مجانا مقابل تكريره وتحويله إلى مشتقات بترولية في معامل التكرير المصرية
وكنتيجة لوجود فائض كهربائي في مصر يقدر بعشرين ألف ميجاوات ، سيتم تصدير الكهرباء المصرية لدولة العراق بأسعار تفضيلية عبر مشروع للربط الكهربائي بين البلدان الثلاثة
الأردن ستستفيد من كونها معبرا بين طرفي المعادلة لتحصل على كل من النفط العراقي والكهرباء المصرية بأسعار تفضيلية
مشروع الشام الجديد مفتوح لضم من يرغب من البلاد العربية لتحقيق أفضل نوع من التكامل الاقتصادي بين البلاد العربية عبر استغلال فوائض الانتاج في كل منها . تأتي السعودية على رأس الدول المرشحة للانضمام لهذا التحالف .
أعلنت السعودية عن بدء محادثات مع العراق حول استثمارات في مشروع حقل «أرطاوي» الغازي العراقي بقيمة 2.2 مليار دولار، لإعادة توجيه الكميات الكبيرة من الغاز الطبيعي المهدور نحو توليد الطاقة .
الواقع يظهر ان حقول النفط العراقية ليس بها معدات جمع الغاز، مما يؤدي إلى حرق وإهدار ما يقرب من 62% من إنتاجها من الغاز، وهو ما يعادل 196 ألف برميل من النفط الخام يوميا.
المشروع الطموح حيوي و له أهمية سياسية وجيواستراتيجية في إعادة العراق لمحيطها العربي وإنتزاعها من قبضة تركيا و ايران وخط أحمر لطهران و أنقرة.
و يمثل ميزة جيو اقتصادية للعراق بتحريرها من سيطرة ايران على مسارات الطاقة العراقية التي كان يتم تصديرها عبر الخليج العربي مرورا بمضيق هرمز الذي تسيطر عليه ايران.
و يمثل ضربة موجعة لايران ، ويحقق مكاسب اقتصادية كبيرة للعراق بتوفير تكاليف ووقت رحلة نقل النفط العراقي الطويلة عبر البحار والمحيطات وصولا لمناطق استهلاكه في أوروبا.
تم وضع أول الخطوات التنفيذية لهذا المشروع الذى يعد إنجاز للعقول الخفية فى إدارة السيسي خلال زيارة الدكتور مصطفي مدبولي رئيس الوزراء الى بغداد ، حيث تم توقيع أكتر من 15 اتفاقية اقتصادية تكاملية بين البلدين ، أبرزها عقود من الحكومة والشركات المصرية لإعادة إعمار العراق فى شتى المجالات وفق مبدأ النفط مقابل الإعمار.
ستقوم مصر ممثلة في شركاتها العامة والخاصة بإعادة إعمار العراق على كافة المستويات على أن يقوم العراق بسداد قيمة هذه المشروعات على هيئة نفط خام .
و تسدد الدولة المصرية مستحقات الشركات المصرية بالجنيه المصري، وهو ما سيوفر لمصر مبالغ هائلة من الدولار كان يتم استنزافها في شراء النفط من الخارج .
وتوقع خبراء أن يتعدى حجم العمالة المصرية المشاركة في مشروع النفط مقابل الإعمار ٢ مليون ما بين مهندسين وفنيين وعمال لمدة طويلة بالإضافة إلى إلى تصدير المنتجات المصرية للعراق.
وستقام منطقة لوجستية للبضائع المصرية على حدود الأردن والعراق كبديل عن المنتجات التركية.
مصر ستعمر العراق .. وانشاء الله تعمر السودان وسوريا ايضا.. الكنانة تكبر وتتمدد بفضل من الله.
ربنا يصلح أحوالنا يارب .و أحوال الأمة العربية.كل الخير لبلدي الحبيب يارب.