آراء

وسام الجمال يكتب : أخافتني من الفراق وفارقت

لاشك أن الإنسان في بدايته يكون محاطاً برعاية والديه فهما كل حياته حتی تتبلور تلك الحياة وتتمحور شخصيته ليصبح فردا في مجتمع يحمل كل أصناف البشر مابين الجيد والقبيح.

وفي بداية الإنسان تتشكل محاور حياته ماذا يحب أو يكره يخاف من ماذا يأكل ما هی حياته تتشكل حرفيا.

لكن مع مرور تلك الحياة تبدأ عدة تغيرات فيحب أشياء كان يكرهها ويكره أشياء كان يحبها لذلك قالوا إن الإنسان إبن البيئة.

لكن هناك أشياء لايمكن أبداً أن تتغير فهناك أشخاص يكملون حياتهم وهم يحبون أشياء لاتحب أصلاً أو يكرهون أشياء لاتكره. ويخافون من أشياء مستحيل أن تُمحی من ذاكرتهم أو يكونوا مغامرين لايخافون شيء.

وهنا أذكر حدثاً حدث منذ صغري، منه جزء قبل مولدي وجزء بعده فلقد كان لي أخ مات قبل ولادتي مات وهو بجوار والدتي مما جعلها تدخل في نوبة حزن كبيرة إلی أن أتيت انا فرفضت القرب مني وتركتني لجدتي أم والدي التي إهتمت بي تماماً، وظلت أمي مابين خوفين رحيلها أو رحيلي ومرت الأعوام الی أن وصلت إلي ثمانية أعوام من عمري، ورحلت هي، رحلت بعد أن أخافتني من كلمة الفراق مما جعلني أخاف من فقد أي شخص حولي عدو كان أم حبيب فكلمة الفراق تعني لي الكثير تجعلني أدخل في نوبة هيسترية من الخوف الذي لا ينتهي.

لذلك لا ترهبوا أبناءكم من شيء علموهم المغامرة علموهم عدم الخوف إجعلوا منهم أقوياء لايخافون .

 

yoast

زر الذهاب إلى الأعلى