وسام الجمال يكتب : رقعة ثوب

من الأمور المحزنة للإنسان دائما هو الفقر الذي لايستطيع معه الحياة الكريمة وتوفير أقل متطلبات الحياة مما يجعله دائما فى قلق وترقب للغد وأحيانا يصل هذا الي السخط على الحياة بل ويصل احيانا لعدم الإيمان.
ولكن بنظرة بسيطة للحياة تجد هذه الحياة مثل الثوب الذي ترتديه يكفيك منه ستر عورتك وليس جسدك كله وتختلف العورة مابين الرجل والمرأة.
إذا كان ثوبك به قطع فاول شيء تفكر فيه هو ترقيع هذا الثوب حتى لايدخل لك منه هواء وحتى لا تبدو عورتك للناظر إليك.
من هنا أعلم أن حياتك كلها ثوب به رقع كثيرة فلابد أن ترقع هذا الثوب وان لاتجعل حياتك تبدو هينه في عين الناظر إليها وان لاتجعل الله أهون الناظرين إليك بل لابد أن تضع نصب عينيك أن الله هو أفضل الناظرين اليك وأنه هو الناظر الوحيد إليك فرقع ثوب حياتك حتى تلقى الله بثوب نطيف.
وهنا يحضرني قصة من جمالها اعتدت على أن تكون اسلوب حياة فليس هناك إنسان بلاذنب وليس هناك إنسان كامل فنحن لسنا ملائكة بلا أخطاء ولا شياطين بلا حسنات.
لذلك لابد أن نرقع الثوب دائما والقصة تقول يحكى أن سهيل بن عمرو كان على سفر هو وزوجته وأثناء رحلتهم قطع طريقهم مجموعة من اللصوص، قائد هذه المجموعة لم يتناول الطعام مع رفاقه، فسأله سهيل بن عمرو لما لا تأكل مع رفقاك ؟ فأجابه بأنه صائم، قاطع طريق وسارق ولكنه صائم ! فسأله سهيل بن عمرو كيف ذلك ؟ فأجابه بأنه لا يريد أن يغلق كل الأبواب مع الله، وإنه يريد أن يترك بابًا مفتوحًا لعل الله يجعل توبته عن طريق هذا الباب.
انتهى هذا الموقف وعاد سهيل بن عمرو وبعد عدة سنوات بينما يطوف حول الكعبة وجد رجلًا متعلقًا بأستار الكعبة وقد كان زاهدًا ناسكًا يبدو عليه التقى والصلاح، فذهب إليه سهيل بن عمرو وعرفه بنفسه فقال له الرجل أعرفت من ترك بينه وبين الله بابًا دخل منه يومًا ما.
أن هذا الباب الذي تركه قاطع الطرق هو رقعة الثوب الذي ستر نفسه به.
ختاما لاتقل هي رفعة لاقيمة لها لعل هذه الرقعه هي المنجية.
Yoast