آراء

الشيخ علم العمراني يكتب : المسئولية المجتمعية والانسانية

يقول تعالى فى كتابه العزيز : (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ) إن الحق سبحانه وتعالى حدد للإنسان مهمة عظيمة بجانب مهمة العبادة، وهى مهمة إعمار هذا الكون ، قال تعالى: ( هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها ) أى:طلب منكم عمارتها وإصلاحها، والنظر فيما أودع فيها من خيرات وما قدر فيها من أقوات٠

فالمسئولية مبدأ إسلامى أصيل، يتربى عليه المؤمن من خلال معرفته بدينه حق المعرفة، فيدرك الإنسان ماله من حقوق وما عليه من واجبات، فيلتزم بالوفاء بها، فيصبح إيجابيا في مجتمعه نافعا لوطنه، لا يعتدى على حقوق الآخرين، ولا يمنعه أحد شيئا من حقه ٠

وما من لحظة من لحظات حياة الإنسان إلا وتتجسد فيها قيمة المسئولية بكل صورها، سواء أكانت مسئولية فردية أم مجتمعية، قال صلى الله عليه وسلم ” كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته، فالإمام راع وهو مسئول عن رعيته، والرجل راع على أهله وهو مسئول عن رعيته، والمرأة راعية على بيت زوجها وهى مسئولة عن رعيتها، والخادم في مال سيده راع وهو مسئول عن رعيته “، فبين الحديث الشريف أن المسئولية في الإسلام تمتاز بالشمولية، فتعم كل أفراد المجتمع ٠

والمسئولية في الإسلام نوعان ، مسئولية فردية معني بها الأفراد ، وهناك مسئولية مجتمعية وإنسانية معني بها المجتمع كله، فالمسئولية الفردية تعني: أن يكون الإنسان مسئولا عن نفسه وجوارحه وبدنه وأن يلتزم بالإجراءات الإحترازاية عند ظهور الأوبئة وتفشي الأمراض فإن أحسن ووفى بحقها أمام الله عزوجل وأمام نفسه ومجتمعه تحقق له الثواب ، ونال الأجر والعطاء ، وإن أساء وفرط في هذه المسئولية فقد باء بنفسه إلى الخسران المبين ، والعذاب الأليم ، وإلى هذه المسئولية أشار صلى الله عليه وسلم بقوله: لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه ”
أما المسئولية المجتمعية والإنسانية فتعني: قيام الجميع أفرادا ومؤسسات بواجباتهم تجاه أوطانهم ومجتمعاتهم .

زر الذهاب إلى الأعلى