آراء

مصطفى زايد يكتب..الصوفية ورمضان في زمن الكورونا

للصوفية في رمضان طقوس وعادات خاصة نظرا لما فيه من روحانيات يستغلها الصوفية لشحن أرواحهم .

قديما كان ابناء  الصوفية يبدأون احتفالاتهم بالشهر الكريم بتسيير مواكب تسمي مواكب الرؤية ،وهذا عادة قديمة لدي الصوفية حيث كانت تجوب مسيراتهم في كل ربوع البلاد لتعريف المواطنين برؤية الهلال وبدء الصوم ،حيث كانت لا توجد وسائل الإعلام الموجوده حاليا التي تذيع الرؤية معلنة عن بداية الشهر الكريم .

ثم يأتي تجهيز الساحات وتعليق الزينات لاستقبال الضيوف سواء كان صوفية أو من عامة المواطنين الذين يفضلون احياء ليالي هذا الشهر الكريم في ظل جو روحاني وسماع المديح .
يتم تجهيز وجبات الإفطار والسحور في الساحة لإطعام الصائمين ويقوموا بتوصيل الطعام الى الفقراء والمساكين في أماكن سكنهم وتقوم مجموعة بالوقوف في الطرقات لدعوه المارة للإفطار أو السحور بالساحة .

وبعد الافطار وصلاة المغرب تقام جلسات لرجال العلم ، لتفقيه الحضور في الدين حتي تأتي صلاة العشاء وصلاة التراويح ،ثم تقام حلقات المديح والذكر حتي يأتي وقت السحور وصلاة الفجر وتقام المقارئ طوال اليوم لقراءة القرآن

هذه هي عادات الصوفية التي تقام كل عام من قديم الزمان فماذا حدث بعد جائحة كورونا الذي اجتاحت جميع دول العالم وأثرت علي الجميع وغيرت من عادات وتقاليد متوارثة كل المواطنين ومنهم الصوفية .
فهذا العام ومع تعليمات أجهزة الدولة للمواطنين في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لمنع انتشار هذا الوباء القاتل كان علي الصوفية أن تغير من عاداتها وكان أولها إلغاء مواكب الرؤية ومنع التجمعات في الساحات ولكن في إطعام الصائمين اكتفت بتوزيع الطعام علي المنازل .
منعت الصوفية من جو البهجة والسعادة بالاستماع إلى المديح والذكر الذي كانوا يستمتعون به في ساحتهم واكتفوا بالصلاة بالمساجد وقراءة القرآن في منازلهم، وأكثر شئ أحزنهم هو أن هذا والوباء منعهم من جمع الاحباب الذي يقولون عنه أنه فيه المنافع حيث قال صلى الله عليه وسلم فيما معناه : (ما من قوم اجتمعوا يذكرون الله في مجلس إلا حفتهم الملائكة)

ندعو الله عز وجل أن يزيح البلاء والوباء عن البلاد وأن تعود الاحتفالات بالشهر الكريم إلى ما كانت عليه ،وكل عام والأمة الإسلامية بخير وسعادة وأمان.

زر الذهاب إلى الأعلى