آراء

الصداقة عن بعد بقلم : نجلاء محجوب

لَمْ تَعُدْ الصَّدَاقَة مُحَدَّدَة بِمَكَان امْتَدَّت لتخترق الْحُدُود ، لتتلاقي الثَّقَافَات ، فتحدت بِذَلِك الْمَسَافَات ،
و تَحَرَّرَت مِن قُيُودِهَا ، فكسرتها ، ومدت أَيَادِيهَا لتمكينك مِن الِالْتِقَاء بِأَصْدِقَاء قَدْ لَا تَجِدُهُمْ فِي دَاخِلٌ حُدُودِك الْمَكَانِيَّة .

وَبِذَلِك تَحَرَّرَت الصَّدَاقَة مِنْ مَعْنَاهَا الْقَدِيمِ والتقليدي .
فِي ضَرُورَةِ وُجُودِ الصِّدِّيقِ فِي نَفْسِ مَكَان وَجُودك
وَإِذَا تَلَاقَت الْأَفْكَار و الْعُقُول اعْلَمْ أَنَّك أمَامُ صَدِيق يَجِبُ أَنْ تَتَمَسَّك بِه بِقُوَّة لِأَنَّك قَدْ لَا تَجِدُهُ فِي مُحِيطِ وَجُودك .

وللنضوج الْعَقْلِيّ أَهَمِّيَّة فِي نَجَاح الصَّدَاقَة الألِكْتِرُونِيَّة حَيْثُ أنَّكَ ستتمكن مِنْ تَحْدِيدِ الشَّخْصِيَّة الَّتِي تَتَحَدّث مَعَك وَتَحْدِيد معالمها .

هَذِه الْعَلَاقَة الرَّاقِيَة تُشْبِه الْخُطُوط المتوازيه تَمْشِي فِي نَفْسِ الطَّرِيقِ وَلَا تتلاقي .
حَيْث تتلاقي الثَّقَافَات وَالْعُقُول لِتَقَارُب الْأَفْكَار ولاتلتقي الْأَصْدِقَاء فِعلِيًّا لِبُعْد الْمَسَافَات ،الَّذِي يَتَمَثَّلُ فِي بُعْدِهِم الْمَكَانِيّ بَعْضِهِمْ عَن الْبَعْض .

هؤلاءالاصدقاء وُجُودِهِم قَدْ يَكُونُ عَلَامَةً فَارَقَة وَنَقْطُة تَحَوَّلَ فِي حَيَاتِك .
لِأَنَّ الصِّدِّيقَ هُوَ مِنْ أَنار لَك الطَّرِيق لتتغير حَيَاتِك للأجمل .

زر الذهاب إلى الأعلى