آراء

د . فتحى حسين يكتب : الاختيار والحياة الاسرية التعيسة

مما لا شك فيه ان الطلاق هو ابغض الحلال عند الله ولكنه احيانا يكون هو الحل لانهاء حالة من الارتباط بين اثنين ،زوج وزوجة فشلا كل منهما في اختيار الاخر .!

والطلاق لا يمكن الاستمرار فيها باي حال من الاحوال عندما تستحيل العشرة وعندما يفشل الطرفين في فهم بعضهم البعض والتعامل مع واقع الحياة الصعب ،فيقع الطلاق ويكون الحل للخلاص من ازمة الاختيار الخاطيء من البداية!

ويكون الانفصال والطلاق عملية بسيطة في حالة عدم وجود ابناء الا انها يسير صعب وربما مستحيل في حالة وجود ابناء، ليس لهم ذنب في اي من الخلافات التي تنشأ بين الزوجين ،وتمتد وتستمر وتنتهي بالطلاق!وهناك الالاف من الحالات في محكمة الاسرة المصرية يشيب لها الولدان!

ويعد الطلاق من المؤشرات الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع واستقراره من خلال تدمير الاسرة التي تعد اللبنة الاولي والاساسية لاي مجتمع ،وفي مصر ارتفعت حالات الطلاق بين حديثي الزواج بشكل ينذر بكارثة ،

فقد اشارت ارقام الجهاز المركزي للاحصاء بان حالات الطلاق وصلت الي 225 الف حالة طلاق عام 2020 مقابل 218 حالة عام 2018 !! وهذا امر خطير وجلل لابد ان تنتبه اليه الحكومة والاهالي والاسر قبل ان تقدم علي الارتباط والزواج حيث يعد سوء الاختيار في البداية هو السبب الاول لزيادة حالات الطلاق وتدمير وخراب البيوت ،وعدم اتباع ما امرنا به الله ورسوله عند الارتباط والزواج ايضا والتي تعد سبب انتشار ابغض الحلال عند الله!

وهذا ما دعا وزارة التضامن الاجتماعي الي ان تقدم برامج تدريبية متخصصة للمخطوبين وحديثي الزواج، بهدف تدعيم الشباب من الجنسين بالمعارف والمعلومات المختلفة التي تساعدهم علي تأسيس كيان اسري قائم علي المودة والرحمة ! وهو مشروع اطلق عليه المشروع القومي للحفاظ علي كيان الاسرة المصرية ” مودة” بالتعاون مع صندوقي تحيا مصر والامم المتحدة للسكان ! بهدف الحد من نسب الطلاق في المجتمع !

الامر الاخر ان هناك اسباب تؤدي الي الطلاق بشكل ما وهي تدخل الاخريين في شئون الزوجين واحوال الأسرة وهو ما ينذر بكوارث لا حصر لها وربما يزيد من اشتعال النيران بدلا من اطفاؤها!

ويضاف الي ذلك الشائعات والاكاذيب والانباء المغلوطة التي يثيرها البعض من خرابي البيوت ، كذبا وعدوانا ، عن تعمد لاغراض شيطانية في نفوسهم ضد احد الاطراف الاسرية ، عبر الجلسات الخاصة او في اماكن العمل او علي صفحات التواصل الاجتماعي ، تؤدي احيانا الي احداث الطلاق والانشقاق والمشاجرات بين الزوجين و” خراب البيوت” بالرغم من الاية الكريمة التي تقول:” يا ايها الذين امنوا ان جاءكم فاسق بنبأ ،فتبينو ا ان تصيبوا قوما بجهالة ،فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين” صدق اللهوالعظيم.

لذا فالامر جلل وخطير خاصة اذا تعلق الامر بسيرة اشخاص محترمة ولها دورها في المجتمع ومكانتها سواء كان الزوج او الزوجة وايضا اذا تعلق الامر بالاولاد والابناء الذين ليس لهم ذنب في اي شيء!

ولابد ان يتحقق الاطراف المقبلة علي الزواج من الاختيار السليم والارتباط علي اساس صلب وقوي متين نابع من احكام الدين الاسلامي الحنيف ، حتي يتم تأسيس اسرة نموذجية و ممتدة لها فروعها الاصيلة في المجتمع!

ولابد ان تستمر الدولة في دورها في توفير المعارف الاساسية للمقبلين علي الزواج والارتقاء بخدمات الدعم والارشاد الاسري لمساعدة حديثي الزواج والازواج الذين لديهم مشكلات تتعلق بالتوافق والمؤامة الاسرية!

زر الذهاب إلى الأعلى