آراء

إبتسام حنفي تكتب: هل خلق الله المرأة لغواية الرجل ؟ فلماذا إذا خُلق إبليس ؟!

هل الرجل معصوم وأخطاؤه كلها من صنع المرأة؟!

هل حقاً خروج آدم وحواء من الجنة بسبب حواء كما يشاع بين الناس ؟!
هل خلق الله الرجل دون عقل لتروده المرأة وتسيره لهواها؟!

أسئلة منطقية تحتاج إجابة من الرجال أنفسهم لإتهامهم الدائم للمرأة بالغواية وكأنهم لا حول ولا قوة لهم..

فالمولى سبحانه وتعالى جعل هناك إختلاف بين الرجل و المرأة في الوظيفة الفسيولوجية ( التكوين الجسدي) ، وكذلك إختلاف الحقوق والواجبات ، كلا تجاه الآخر ( بما يحقق إعمار الأرض ومراد الله على الأرض) … وهي حكمة الله في خلقه

أعطى الرجل الحق في القوامة … ولكن بشرط الإنفاق
فكان بالتبعية إعطاءه ضِعف المرأة من الميراث لأنه هو المتحمل للقوامة .
فماذا عن رجل لا ينفق على زوجته وأولاده ( هل توفرت لديه شروط القوامة لمجرد أنه رجل ؟! )

وأعطى الله المرأة مهمة صعبة جليلة وهي الأمومة وتفردها بها .. تقديرا لها لتكون سبب إعمار الأرض ، حاملة الرحم والرحمة

لكن في الحقوق والواجبات تجاه الخالق وتجاه الدين وأحكامه ، نجد المولى تعالى ساوى تماما مابين الرجل والمرأة
على سبيل المثال ( مسألة غض البصر ) .. أمر موكل به كل من الرجل والمرأة سواء بسواء بأمر القرآن .

وبالتبعية فإن إلاحتشام مطلوب من الرجل والمرأة ( ولنترك فرضية الحجاب جانباً الآن)
إذا للمرأة مشاعر تجاه الرجل مثلما الرجل بالضبط … حتى وإن أُعطي للرجل إباحة التعدد ( بأسباب واضحة ومقيدة ، وليست مطلقة كما يعتقد الكثيرون) … ولم يبيح التعدد للمرأة لأمر يخص تركيبة المرأة ولعدم خلط الأنساب

وقيد الله المرأة بالإحتشام الأعم ( نعم) .. لكن هذا لا يعطي لأحد الحق في فرض ذلك عليها
إذا كان الله سبحانه لم يفرض الإيمان على البشر وأعطى حرية الإعتقاد … والحساب له وحده
كيف لمجتمع أن يجبر الناس على قيام شعائر الدين ولم يجبر الله أحد على الإيمان به

رأينا هذا في مجتمع كالمملكة السعودية في وجود مؤسسة ‘الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر” … وكيف وجدناهم الآن يراجعون أنفسهم عن هذا التعنت الفكري ( وقد تم إلغاءها بقرار ملكي ، لأنها كانت أمر بشري وليس أمر إلهي)

يقول المولى تعالى في كتابه العزيز :
﴿لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ﴾.

ويقول سبحانه وتعالى أيضاً :
{إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاءُ ۚ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}

إذا كان هذا النداء للرسول صلى الله عليه وسلم نفسه … فبأي حق يعطي أي إنسان مهما كان وضعه أن يأمر الناس بالصلاة أو الصوم أو الحجاب أو ….. إجبارً

تلك الأوامر الدينية هي بين العبد وربه وفقط ( كل سيحاسب بمفرده) …. نعم هناك باب النصح والإرشاد والتوعية لمن يريد ، ولكن ليس الوعيد والتهديد والحساب .. كما حدث من شيخ مفترض أنه خريج مؤسسة عريقة كلأزهر ، بأنه ربط عقاب الغير محجبة بإحتمالية قتلها على يد أصحاب النفوس الضعيفة
من قال هذا ؟ وفي أي دين أو عرف ؟!

نحن في كارثة فكر يتم ترجمته في مثل هذه المشاهد المريبة بالترهيب من الدين .. ويشير إلى مأساة حقيقية ستنتج لنا مابين ( إرهابي .. او .. ملحد)

أما المسائل الدينية الأخرى والتي تنظم العلاقات بين الناس فهي منوطة بقوانين تفرضها كل دولة حسب ظروفها وتركيبتها البشرية .

ولابد من تفعيل القوانين على الجميع ..ليس من حق إنسان أو مكان رفض أو التنمر على شكل أو ملبس إلا في حال ” الأمن القومي” كبعض الأماكن التي تعارض لبس النقاب مثلاً لدواعي أمنية الكل يتم محاسبته بالقانون …. القانون

لم يظلم الله المرأة في أي أمر من أوامره أو حكم من أحكامه .. وكذلك لم يظلم الرجل
لكن مجتمعاتنا المتأسلمة التي تركت الدين لأصحاب العقول المنغلقة هم من وضعوا قوانيهم المتماشية ومحققة لأهوائهم الشخصية ، ولكن بصيغة دينية حتى يتقبلها من ليس لديهم وعي وعلم ..

اذا لماذا نظلم نحن أنفسنا ؟! { وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا}
صدق الله العظيم… وصدق رسوله الكريم
وكذب المنافقون

زر الذهاب إلى الأعلى