آراءالتعليم

التحرش الجنسي الالكتروني !

بقلم : د.فتحي حسين

ربما يصدم البعض من عندما يقرأ عنوان هذا المقال ويتسأل عن ما اذا كانت التكنولوجيا الحديثة يمكنها ان تتحرش بنا في حياتنا وفي تعاملاتنا اليومية , لاسيما في تواصلنا الاجتماعي المعتاد عبر ثورة الاعلام الرقمي المستمرة دون توقف , حتي توصلنا الي عصر الميتافيرس الذي يعني ما وراء العالم !
يُعرف التحرش الرقمي أيضاً باسم المطاردة الإلكترونية وهو استخدام الإنترنت أو غيره من الوسائل الإلكترونية لمضايقة انسان – رجل او امرأة – أو مجموعة أو مؤسسة، وقد تشمل هذه المضايقات الاتهامات الكاذبة والقذف والتشهير، بالإضافة إلى المراقبة أو سرقة الهوية أو التهديدات أو التخريب أو التماس الجنس أو جمع المعلومات التي يمكن استخدامها للابتزاز أو الإحراج أو المضايقة. وادوات التحرش غالبا تكون في البريد الإلكتروني أو الهواتف المحمولة أو مواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر واليوتيوب وماسنجر وغيرها من التطبيقات التفاعلية كغرف الدردشة أو تطبيقات المراسلة أو منصات الألعاب وغيرها من الوسائل الرقمية المنتشرة بشكل واسع في الوقت الحالي، وهو سلوك متكرر يهدف إلى إخافة أو استفزاز المُستهدفين أو تشويه سمعتهم.
ويحدث التحرش عادةً وجهاً لوجه، ولكن الطريقة الإلكترونية تترك بصمة رقمية وسجلاً يمكن الاستفادة منه لتقديم الأدلة والمساعدة في إيقاف الإساءة. لذا فإن التحرش الإلكتروني يُعتبر جريمة جنائية على حسب قوانين كل دولة لمكافحة الملاحقة والقذف والتحرش. حيث يعتبر التحرش الإلكتروني من المشاكل السائدة التي يواجها عدد كبير من الضحايا حاليا، ومن ابرز اشكال التحرش الرقمي التي نراها بشكل يومي , الانتحال الإلكتروني, وتعني إنشاء ملفات تعريف مزيفة أو نسخ الملفات الموجودة على مواقع التواصل الاجتماعي للتحدّث مع الضحايا وهذا امر خطير وجلل , بالاضافة الي شكل اخر وهو مراقبة عمليات تسجيل الدخول إلى مواقع التواصل الاجتماعي مراقبة أنشطة الضحايا على مواقع التواصل الاجتماعي حتى يتمكنوا من تتبّع نمط سلوكهم بدقة, بالاضافة الي التجسس عبر خرائط جوجل استخدام التجوّل الافتراضي ليتجسس الملاحقين على الضحية والعثور على موقعه من المنشورات أو الصور على مواقع!وهناك شكل اخر وهو قرصنة كاميرا الويب: اختراق كاميرات الويب عن طريق إدخال ملفات مرفقة ببرامج ضارة إلى جهاز الضحية كالهاتف أو الكمبيوتر
وتحميل برنامج يتيح هذا البرنامج للملاحقين إمكانية تتبّع الموقع، والوصول إلى النصوص وسجل التصفح، كما يقوم بتسجيلات صوتية وغير ذلك من دون
علم الضحية! بالاضافة الي تحديد الموقع الجغرافي من الصور, حيث تحتوي الصور الرقمية غالباً على علامات جغرافية مع وقت وموقع الصورة في البيانات الوصفية، ما يسهّل على الملاحقين الوصول إلى تلك المعلومات باستخدام تطبيقات خاصة!
والتحرش الإلكتروني لا يقل خطورةً عن التحرش في الواقع، إذ يتعرض ضحايا التحرش عبر الإنترنت لأضرار جسدية وعقلية متعدّدة، مثل الخوف والغضب والارتباك والغضب، بالإضافة إلى غيرها من المشاكل الصحية والنفسية.
وقد يؤثر التحرش الإلكتروني على الحياة الاجتماعية للضحايا بشكل عام، فغالباً ما يعانون من القلق والاضطراب والاكتئاب الذي قد يؤدي إلى التفكير بالانتحار او ايذاء النفس باي طريقة !.
لذلك لابد من استخدم بريد إلكتروني منفصل لمواقع التواصل الاجتماعي والأنشطة الأخرى عبر الإنترنت , مع تجنّب مشاركة الأمور التي يجب عدم مشاركتها في مواقع التواصل الاجتماعي، كونها ستبقى داخل الإنترنت إلى الأبد ويمكن استخدامها لإيذائك لاحقاً,مع التأكيد علي ان تكون منشوراتك للاصدقاء فقط وليس للعامة حتي لا يتمكن الغرباء من رؤيتها , مع منع وضع رقم الهاتف وعنوان السكن واسماء الاقارب او الاولاد وصورهم ! ويضاف الي ذلك لا ينبغي قبول اي طلبات صداقة الا من افراد تعرفهم شخصيا, مع التأكيد علي الغاء تفعيل إعدادات تحديد الموقع الجغرافي على جهازكوالابلاغ عن الحسابات المشبوهة أو المُهدِدة, التأكد من الفصل بين الحسابات الشخصية والتجارية بشكل قطعي , والحذر من المكالمات أو رسائل البريد الإلكتروني التي تطلب معلومات شخصية!
كما ان اصحاب الترندات من الضحايا قد يتسببون في وقوع ضحايا جدد لاسرهم وذويهم بسبب تركيز الاعلام عليهم مثل واقعة مقتل فتاة المنصورة نيرة , وغيرها من الحوادث التي اصبحت ترند كبير وسريعة الانتشار في مجتمعنا ,لتحقيق مكاسب شخصيا علي حساب اعراف المجتمع وقيمه واخلاقياته . والتحرش عبر الإنترنت جريمة يجب أن يُعاقب عليها القانون، كما وينبغي الإبلا غ عنها في حال لم يأخذ الجاني الأمر على محمل الجد، واستمرّ في مضايقة ضحية التحرش. ولكن علينا فقط ان نعي خطورة التحرش الرقمي ليس علينا فقط وانما تأثيره علي الاسرة كلها ومن ثم ينبغي التعرف علي حقوقنا التي حفظها لنا الققانون في حالت التعرض للتحرش او الاغتصاب الالكتروني الرقمي باي صوره من الصور ,فكما اننا نعيش عصر السماوات المفتوحة فاننا ايضا نعيش عصر الاعلام الرقمي المفتوح او المفضوح !

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى