آراء

شعبان شحاته يكتب: عادات الختان في السودان

عادات الختان الفرعوني في السودان تقول نفيسة كامل في كتابها المرأة السودانية : إن الختان الفرعونىعادة عرفها المجتمع السوداني وضحيتها هي الفتاة ، وهي عادة منفرة وأشد إيلاما .

وقد شاعت هذه العادة بصورة مخيفة في المجتمع السوداني منذ قـديـم الزمن، وتشير بعض المصادر الى انتقال هذه العادة الى السودان من مصر منذ عهد الفراعنة . ولعل التسمية نفسها تقف دليلا على ذلك . وكما هو معروف فقـد كان للسودان اتصالا دائمـا بمـصـر منذ عـهـد ممالكه الأولى ، ويؤسفني أن أقول أن هذه العادة مازالت تمارس في بعض مناطق السودان الى يومنا هذا ، ولكن بصـورة أقل انتشاراً . وتشمل عملية الخفاض الـفـرعـونى استئصال تام لأهـم جزء من الجهاز التناسلي للفتاة وهو «البظر» ثم إزالة الشفرين وإغلاق الجهاز التناسلي من الخارج بالخياطة أحيانا أو بابقاء فخذى الفتاة ملتصقتين بعد ربطهما لفترة طويلة وتقوم بإجراء هذه العملية البشعة مزينة تحترف هذا العمل ولا تتوفر للمزينة أيا من الأدوات الصحية التي يستخدمها الجراح الطبي ، كما تتم العملية في المنزل الذي يخلو من الشروط الصحية اللازمة لأي عملية جراحية أيا كان نوعها . وكثيرا ما تتعرض الفتاة لمضاعفات صحية خطيرة قد تؤدى بحياتها في بعض الأحيان

ويترتب على هذه العملية الضارة أثاراً صحية ونفسية تصاحب الفتاة طيلة حياتها وتعاني من مضاعفاتها وافرازاتها في حياتها الزوجية والتناسلية فيما بعد

وتقول أيضا وحري بنا ونحن نتحدث عن هذه العادة أن نذكر وبكل الفخر والإعـتـزاز تنبـه النساء في السودان الى مخاطرها وانصراف أغلبية الأسـر عن ممارستها فقد بدأت جـهـود المرأة السودانية لمجابهة ومحاربة هذه العادة البشعة منذ الأربعينيات ومازالت تواصل نضالها لمكافحتها وازالـتـهـا بـصـورة تامة عبر توعية الأمهات وتنبيههن لمخاطرها .وإن لهذه العادة جذورها الضاربة في عمق المجتمع فضلا عـن كـونـهـا عـادة حساسة ربطها الناس بصورة غير مبررة بالقيم والاخلاق والفضيلة . وهي أشياء يعرفها المجتمع بالسودان الأصيل وتتمسك بها المرأة السـودانيـة دون حاجة لهذه العملية البشعة

وقد حاربت الختان الفرعونى جمعية بابكر بدري التي تضم في عضويتها عددا من المتخصصات والتي لعبت دورا كبيراً في التوعية واقناع الكثير من الأسر في الريف والحضر بخطورة هذه العادة ومضارها الكثيرة ، ويعتبر النجاح الذي حققته تلك الجمعية في هذا المجال من الانجازات الكبيرة التي تحققت في تاريخ المرأة
السودانية .

زر الذهاب إلى الأعلى