الجامعة العربية تجدد موقفها الداعم لمبدأ الصين الواحدة في ضوء انتخابات تايوان
بكين تؤكد إدانتها للحرب الإسرائيلية والأعمال الإجرامية ضد الشعب الفلسطيني في غزة
كتب: محمد حربي
أكدت جامعة الدول العربية، على موقفها الثابت، والداعم لمبدأ الصين الواحدة، فيما يتعلق بالتطورات الجارية على أرض تايوان، والذي ينطلق من علاقات الصداقة بين العرب والصين.
وقد جدد السفير حسام زكي الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية التأكيد على موقف الجامعة العربية الداعم لمبدأ الصين الواحدة، منوهاً في الوقت ذاته بموقف الصين من حقوق الشعب الفلسطيني والحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
جاء ذلك في تصريحات للسفير حسام زكي أدلي بها بعد اختتام اللقاء بين السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية ووزير الصين اليوم بمقر جامعة الدول العربية.
وقال حسام زكي إن الصين وجامعة الدول العربية لديهما علاقات مميزة وعلاقات صداقة وهي علاقات قديمة نغذيها باستمرار بشكل إيجابي ونعمل على أن تصل لأفاق أعلى وأرحب طوال الوقت.
وأضاف أن الجانب الصيني حقيقة شريك يعول عليه، وشريك نشط، ويسعى دائماً لكي تكون العلاقات على أفضل مستوى، وفي الجامعة العربية لدينا نفس الروح الإيجابية البناءة لتصبح العلاقات في أفضل مستوياتها.
وقال إن هذه الزيارة ليست الأولى للوزير الصيني، فلقد سبق له أنه زار مصر والجامعة العربية عندما كان يشغل منصب الوزيرة في المرة الأولى، والحوار معه حوار مع شخصية صينية وازنة لديها كثير من العمق والفهم للأوضاع في العالم ومنطقة الشرق الأوسط.
وأضاف أن الوزير الصيني شرح خلال اللقاء موقف الصين من تايوان وسياسة مبدأ الصين الواحدة التي تؤيدها جامعة الدول العربية، وتدعمها وهي موجودة في كل أدبيات الجامعة العربية وهو مبدأ راسخ في السياسة العربية الخارجية، وفي هذا الإطار، ننظر إلى ما يجرى من تطورات حيث كان هناك انتخابات في تايوان.
وكرر موقف الجامعة العربية في تأييد موقف الصين الواحدة ودعم هذا المبدأ من منطلق مبدئي ومن منطلق الصداقة العربية الصينية.
وقال إنه جرى خلال الاجتماع مناقشة الحرب العدوانية التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة، حيث كان موضوعاً أساسياً في الحوار، والوزير الصيني كرر موقف بلاده الواضح جداً بدعم الحقوق الفلسطينية وإدانة المواقف الإسرائيلية والحرب العبثية، والأسلوب الإجرامي الذي تتبعه قوة الاحتلال بإلحاق الضرر والأذى في قطاع غزة، سواء ضد الأفراد أو الممتلكات.
وتأتى زيارة وزير خارجية الصين إلى مقر الجامعة العربية في إطار زيارته لمصر التي جاءت، في مستهل جولة له في أفريقيا، كانت مصر محطتها الأولى، تليها تونس وتوجو وكوت ديفوار.
وكانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، قد أصدرت بيانا صحفيا، ذكرت فيه استقبال أحمد أبو الغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، لـ “وانغ يي” عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية، والذي يصاحبه وفد رفيع المستوى، وذلك في إطار جولة في أفريقيا تشمل كلاً من مصر، تونس، توجو، وساحل العاج.
وصرح جمال رشدي المتحدث الرسمي باسم الأمين العام أن أبو الغيط رحب بالوزير الصيني، مؤكداً على عمق العلاقات التاريخية التي تربط الدول العربية والصين وتطور علاقات الصداقة والتعاون القائمة بينهما منذ بدء تأسيس منتدى التعاون العربي الصيني عام 2004، والتي توجت بإقامة القمة العربية الصينية الأولى عام 2022.
وفي ذات السياق، أشار المتحدث إلى أن الوزير الصيني عّبر عن تطلعه إلى عقد الدورة العاشرة للاجتماع الوزاري لمنتدى التعاون العربي الصيني خلال العام الجاري في الصين، خاصة وأنها تصادف الذكرى العشرين على إنشاء منتدى التعاون العربي الصيني.
وذكر المتحدث أن المباحثات بين الجانبين تناولت مختلف القضايا العربية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وخاصة القضية الفلسطينية وما يمر به قطاع غزة في ضوء الحرب الغاشمة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين الفلسطينيين والتي أفضت إلى وقوع كارثة إنسانية مروعة.
وقال المتحدث أن أبو الغيط حرص على التنبيه من المخاطر الهائلة التي ينطوي عليها سيناريو التهجير القسري للسكان من قطاع غزة كما ترغب إسرائيل، مؤكداً الرفض العربي الكامل لمثل هذه الأفكار والممارسات بوصفها تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، بما في ذلك ما تقوم به إسرائيل من تهجير للسكان داخل القطاع. وأعرب الوزير الصيني من جانبه عن الاتفاق مع هذا الموقف، في الوقت الذي ثمن فيه أبو الغيط عالياً الدعم المستمر المقدم من الجانب الصيني -على المستويين السياسي والإنساني- للقضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية، وبخاصة في الأمم المتحدة.
وأشار المتحدث إلى أن أبو الغيط استمع لشرح واف من الوزير الصيني بخصوص مسألة تايوان، خاصة في ضوء الانتخابات الرئاسية التي تم إجراؤها يوم أمس السبت الموافق 13 يناير الجاري، وهنا أكد أبو الغيط على الموقف العربي الثابت بشأن دعم سيادة الصين ووحدة أراضيها والالتزام الثابت بمبدأ الصين الواحدة.
وأوضح رشدي أن كلاً من أبو الغيط ووانغ يي قاما في ختام اللقاء بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ووزارة الخارجية الصينية بشأن إنشاء الرابطة العربية الصينية للمؤسسات الفكرية، وذلك في إطار مواصلة تعزيز الصداقة وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين الصين والجامعة العربية ودولها الأعضاء.