آراء

اد عاطف محمد كامل يكتب الحيوانات البرية والبحرية المهددة بالانقراض في مصر

مقالة علمية

تسببت التغيرات المناخية القاسية والمتطرفة بكثير من الضرر ليس فقط للإنسان بل للحيوانات والنباتات أيضا، وأدت لانقراض العديد من الحيوانات في الماضي. أمّا في الحاضر فهناك العديد من الكائنات محاطة بخطر الانقراض الحتمي، وذلك وفق الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة. فالتغيرات المناخية والاحتباس الحراري وارتفاع درجات الحرارة وفقد الموائل عوامل تحرم الحيوانات من فرائسها، وتُفقد الطفيليات مستضيفيها، وتعبث بالتنوع البيولوجي والنتيجة سلسلة انقراضات بين الحيوانات والنباتات والسبب سلوك الإنسان. والانقراض هو موت واختفاء فصيلة بعينها من على قيد الحياة، بعد وفاة آخر أفرادها، بسبب التدخل البشري في الطبيعية، أو الظروف المناخية وتغيير درجات الحرارة، أو الصيد الجائر، فجميعها أسباب تؤدي لانقراض أنواع مختلفة من الحيوانات في عالمنا. وقد وصل عدد الحيوانات المهددة بالانقراض في العالم إلى 722 نوعا، وسط محاولات العلماء والمنظمات المهتمة بالحيوان بالحفاظ على البيئة الحيوانية، بإصدار القوانين أو البحث دائما عن الحيوانات المهددة وإدخال العلم في محاولة لزيادة التكاثر بوسائل عدة. تتكون المناظر الطبيعية في مصر في الغالب من صحراء شبه قاحلة ، وصخرية محاطة بسواحل البحر الأبيض المتوسط ​​والبحر الأحمر ، مما يجعلها بيئة مستدامة للعديد من الثدييات ، ومع ذلك ، فإن الغالبية العظمى من هذه الثدييات تواجه تهديدات بالانقراض ، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى فقدان الموائل ، ولكن هناك العديد من الأسباب الأخرى التي قد تجعل الأنواع تتعرض للخطر. و الأراضي المصرية تتكون شكل كبير من مناطق صحراوية وشبه صحراوية، تحدها سواحل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، وبالتالي فإنها توفر موطنًا مناسبًا لعيش العديد من الكائنات الحية، وعلى الرغم من توافر الأسباب لعيش هذه الحيوانات إلا أن النشاطات البشرية غير المشروعة كالصيد الجائر يؤثر بشكل كبير على أعداد الكائنات الحية، وبالتالي فإن هناك العديد منها مهددٌ بالانقراض، وفي ما يلي سيتم التعرف على أهم الحيوانات المهددة بالانقراض في مصر: 1. النمر السيناوي هو أحد أنواع النمور النادرة، ويتواجد في سيناء وشبه الجزيرة العربية، وقد تم ضمه لقائمة الحيوانات المهددة بالانقراض، ووصل عدد المتواجد منهم في مصر 200 فرد ويتعرض للنقصان باستمرار. 2 . الرخمة المصرية يعد طائر الرخمة المصرية من الحيوانات المهددة بالانقراض على مستوى العالم إلا أن هناك العديد من القوانين والمبادرات التي تسعى لحماية هذا النوع من الحيوانات، وهي تعد حيوانات انتهازية تتغذى على الطيور الصغيرة والأسماك الصغيرة، كما أنها تتغذى على الفاكهة المتعفنة، وهي تمتلك منقارًا صغيرًا يساعدها على التقاط الطعام، وتتمكن هذه الطيور من الطيران إلى مسافات كبيرة قد تصل إلى 80 كيلومترًا بهدف البحث عن الطعام، إضافةً إلى كونها طيورًا مهاجرة، فهي تهاجر إلى أفريقيا في فصل الشتاء.3. الغزال المصري ويتميز الغزال المصري بصغر حجمه ويعتبر أكثر أنواع الغزلان شيوعا، مدرج بالقائمة الأولى لتجارة الحيوانات البرية CITES لممنوع التجارة الدولية، وتصل سرعته إلى 80 كم/س، ويتراوح طوله بين 90 : 110 سم ووزنه بين 12 : 25 كجم، وتتكاثر الغزلان خلال شهري سبتمبر ونوفمبر وتكون مدة حملها 6 أشهر ويكون الفطام تماما بعد ثلاثة أشهر، وتتغذى الغزلان على أوراق الشجر والبذور والأزهار والفاكهة، ويتحمل درجات الحرارة العالية التي تمكنه من العيش بدون أن يشرب ويحصل على العصارات التي يحتاجها من النباتات التي يتغذى عليها.4. غزال الريم ينتشر حيوان غزال الريم في جنوب شبه الجزيرة العربية، من جنوب كازاخستان ومنغوليا إلى شمال غرب الصين، كما أنها تسكن في السهول والوديان وفي أماكن أخرى مختلفة، إلا أن هناك انخفاضاً كبيراً في أعدادها في بعض المناطق، ولذلك فهي من الحيوانات المهددة بالانقراض، وتتميز بحجمها المتوسط وتعد الذكور أكبر حجمًا ولديها قرون أكبر من الإناث، وتسمى هذه الحيوانات بالغزلان الدرقية بسبب تضخم عنق الذكور قريبًا من الغدة الدرقية في الحلق.5 .الوعل النوبيّ او البدن يعد حيوان الوعل النوبي الحيوان الوحيد من فصيلة الوعول الذي يتمكن من التكيّف مع الحياة في المناطق الجافة والحارة من العالم، ويتميز الوعل النوبي بقرون الذكر الطويلة والنحيلة وتكون مقوسة إلى الخلف وتستخدمها للدفاع عن نفسها وإثارة إعجاب الإناث في فترات التزاوج، كما يتميز بسرعته الكبيرة إذ إنه يعيش على المنحدرات وبالتالي فهو يتمكن من السير والركض صعودًا وهبوطًا بشكل سريع وذلك حتى يتمكن من الهرب من الحيوانات المفترسة التي قد تهاجمه كالفهود والنسور، ويعيش الوعل النوبي على نطاق جغرافي واسع بما في ذلك مصر شرق النيل، وشمال شرق السودان، وشمال إثيوبيا وغرب إرتيريا وفلسطين وغرب الأردن، وأماكن مختلفة في كل من المملكة العربية السعودية واليمن وسلطنة عُمان. 6. الكبش الآروى اوالضأن البربري يعيش هذا النوع من الحيوانات على الجبال الجافة في شمال أفريقيا، وتتميز بوجود قرون كبيرة قريبة من بعضها على مؤخرة الرأس إضافةً إلى وجود شعر كثيف من مقدمة الرأس من الأسفل إلى وسط الجسم، وقد يصل وزن الذكور منها إلى 145 كيلوجراماً وهي أكبر حجمًا من الإناث التي قد يصل وزنها إلى 65 كيلوجراماً، وهي تعد حيوانات مفترسة وتتنافس مع الغزلان والظباء على الغذاء، كما أنها تتميز بفترة تكاثر طويلة تمتد من شهر سبتمبر إلى نوفمبر. 7. غزال نحيل القرون من الغزلان المتأقلمة مع العيش في الصحراء بشكل كبير، وهناك عدد قليل منه حول العالم وبلغ عدده 200 فرد، وتدخل ضمن برنامج عالمي يهدف لإكثار النوع وإعادة إطلاقه في البرية. 8. الجربوع الكبير يعد أكبر أنواع الجرابيع، ويعيش في البرك والمياه المالحة والصحارى الجافة، ولم يتم توثيق رؤية هذا النوع منذ أكثر من 20 عاما. 9. القروش تعد القروش بأنواعها من أكثر الحيوانات المهددة بالانقراض على الرغم من نجاتها من الانقراض مع الديناصورات قبل أكثر من 400 مليون سنة إلا أن الطلب على جلود أسماك القرش وزعانفها زاد هذه الأيام وبالتالي فإنها تُستهدف من قبل الصيادين من خلال عملية الصيد الجائر، هناك قوانين تعمل على التقليل من هذه العمليات بهدف الحفاظ على وجود أسماك القرش ومنعها من الانقراض ولعلّ أهمها استراتيجية 2015م-2025م، وأسماك القرش تعد مهمة وضرورية جدًا للحفاظ على النظام الغذائي في البحار والمحيطات، كما تساهم في الحفاظ على المسطحات المائية من التغيرات المناخية، والتي واجهت تدهورًا شديدًا بسبب الانخفاض في أعداد هذه الأسماك. 10. الأطوم يعد الأطوم من نوع أبقار البحر، وهو من الثديات البحرية العاشبة أي أنه يتغذى على أعشاب البحار، كما أن الأطوم لا يدخل المياه العذبة أبدًا، ويتميز حيوان الأطوم بصغر حجم الدماغ لديه مقارنةً بحجم جسمه الذي قد يصل طوله إلى 4 أمتار بوزن 270 كيلوجراماً، كما يُمكنه العيش لفترة طويلة قد تصل إلى 70 عامًا، وعلى الرغم من أن هذا النوع من أبقار البحر يتمتع بالحماية القانونية الكاملة التي تمنع اصطياده إلا أن هناك العديد من عمليات الصيد الجائر التي يتعرّض لها هذا الحيوان وبالتالي فهو يعد من الحيوانات المهددة بالانقراض.11 السلحفاة المصرية: أحد أصغر أنواع السلاحف البرية، وربما أسوئها حظًا، فحجمها الصغير بوزن يقارب 105 جرامات فقط، جعلها من المقتنيات الثمينة للصيادين، لبيعها لتجار الحيوانات الأليفة، وعليه تقبع تحت خطر انقراض أعظم في اللائحة الحمراء، لاتحاد صون الطبيعة، وعليه تحظر الاتفاقيات الدولية، والقانون المصري الاتجار بالسلحفاة المصرية.

بقلم: ا.د/ عاطف محمد كامل أحمد-سفير النوايا الحسنة- مؤسس كلية الطب البيطرى جامعة عين شمس استاذ ووكيل الكلية لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة والمشرف على تأسيس قسم الحياة البرية وحدائق الحيوان – عضو اللجنة العلمية لإتفاقية سايتس- وخبير الحياة البرية والمحميات الطبيعية اليونسكو وبرنامج الأمم المتحدة للتنمية وخبير البيئة والتغيرات المناخية بوزارة البيئة- المستشار العلمى لحديقة الحيوان بالجيزة والأمين العام المساعد للحياة البرية بالإتحاد العربى لحماية الحياة البرية والبحرية- جامعة الدول العربية ورئيس لجنة البيئة بالرابطة المغربية المصرية للصداقة بين شعوب العالم

زر الذهاب إلى الأعلى