آراء

د فتحي حسين يكتب: الصحة والعافية ثروة لا تقدر بثمن

في زحمة الحياة وصراعاتها، كثيرًا ما ينسى الإنسان أن أثمن ما يمتلكه لا يُشترى ولا يُباع، ولا تُقدَّر قيمته بالمال ولا بالجاه، إنه نعمة الصحة والعافية. يمضي البعض أعمارهم يلهثون خلف الدنيا، يتصارعون على فتات الرزق، وكأنهم يضمنون أن الغد لهم، ناسين أو متناسين أن الرزق مقسوم، والأعمار بيد الله.

لقد أدركتُ هذه الحقيقة بشكل أعمق عندما مررتُ بتجربة شخصية تركت أثرها في وجداني. في يوم عادي، وبينما أنا أمضي في حياتي، باغتني ألم مفاجئ في جسدي حتى أصبحت عاجزًا عن السير، بل وعاجزًا عن مجرد النهوض من السرير. كانت لحظة فاصلة، شعرت فيها أن الدنيا بأموالها وأحلامها لا تساوي شيئًا إذا غابت الصحة.

بمساعدة زوجتي الحبيبة، ذهبت إلى المستشفى، وهناك كشفت عند طبيب العظام، وتلقيت العلاج من أدوية وحقن. ومع بدء التحسن ولو بشكل نسبي، كانت الدروس تتسرب إلى داخلي بلا استئذان: هذه الحياة زائلة، لا تستحق أن نبكي عليها أو أن نحترق بنار القلق والصراع من أجلها.

وكان مما زادني وعيًا أنني خلال فترة مرضي لم أجد بجانبي إلا أولادي وإخوتي، لم يطرق بابي صديق، ولم يسأل عني زميل، وكأن الحياة كلها لا تقوم إلا على المصالح يا غالي! حين تسقط، ينفضُّ الجمع من حولك، ولا يبقى لك إلا من تربطك بهم رابطة دم ومحبة خالصة.

تذكرت حينها أن رب العباد موجود، وأن كل شيء في هذه الدنيا مقدر بحكمة لا نراها نحن البشر بعقولنا القاصرة. الصحة وحدها كانت وما زالت أغلى ما أملك، نعمة تستحق أن نحمد الله عليها صباح مساء.

لم أعد بعدها أسمح للتوافه من الأمور وما أكثرها في وقتنا هذا ،لناس تريد أن تكون ابطال في معارك خاسرة ،أن تعكر صفوي، ولا للضغوط أن تسلبني راحة بالي. فالحياة لا تُقاس بما نملك، بل بما نحياه من رضا وسلام داخلي،لانها قصيرة جدااا

وختاما، أدعوكم جميعًا أن تتوقفوا لحظة… أن تضعوا أيديكم على قلوبكم وتحمدوا الله، لأن الصحة والعافية أعظم كنز، ومن ظن أن السعادة تُشترى بالمال، فليسأل المرضى وهم يقايضون ثرواتهم كلها في سبيل لحظة عافية!!

زر الذهاب إلى الأعلى