رئيس نادي الصيادلة يحذر: التعرض للإشعاع لا يُرى ولا يُشم ولا يُحس وتوجد طريقة واحدة للوقاية

كتبت سامية الفقى
حذر الدكتور محمد عصمت، رئيس نادي صيادلة مصر، وعضو المكتب التنفيذي لاتحاد الصيادلة العرب، من خطورة التسرب الإشعاعي على صحة الإنسان، حيث يؤدي إلى سرطان الغدة الدرقية (خصوصًا عند الأطفال واليافعين)، واضطرابات في الدم والخصوبة والجهاز العصبي، وتشوهات جينية قد تنتقل للأجيال القادمة، وأمراض مناعية وتليفات رئوية ودموية، واضطرابات نفسية ومجتمعية نتيجة العزل والخوف والتلوث البيئى.
قال الدكتور محمد عصمت، إن خطر التسرب الإشعاعي أكثر واقعية من كونه سيناريو نظريًا، خاصة في هذا التوقيت التي تتزايد فيه التوترات الدولية والتجارب النووية والانفجارات الصناعية، مشيرًا إلى أن التعرض للإشعاع لا يُرى ولا يُشم ولا يُحس، لكنه يُدمّر الخلايا ويصيب الإنسان بأمراض خطيرة، أبرزها سرطان الغدة الدرقية.
أضاف أن التسرب الإشعاعي هو انتشار مواد مشعة (مثل اليود-131 أو السيزيوم-137) في الهواء أو الماء أو التربة، بسبب انفجارات في مفاعلات نووية (مثل حادث تشرنوبيل أو فوكوشيما)، أو تسرب أثناء نقل أو تخزين المواد النووية، أو حوادث عسكرية أو إرهابية باستخدام “القنابل القذرة”، قد يؤدي ذلك إلى استنشاق أو ابتلاع المواد المشعة، فتدخل الجسم وتُهاجم خلايا حيوية، خاصة الغدة الدرقية.
وكشف الدكتور محمد عصمت عن وجود وسيلة طبية فعّالة وسهلة في الحماية من أي تسرب إشعاعي قد يحدث، وهى حبوب اليود غير المشع، بشرط استخدامها تحت إشراف طبي دقيق وفي الوقت المناسب.
أكد الدكتور محمد عصمت، أن حبوب اليود (Potassium Iodide – KI) هي أقراص تحتوي على يود غير مشع يُشبع الغدة الدرقية، ويمنعها من امتصاص اليود المشع الخطير في حالات التعرض، وتعمل على تشبع مستقبلات الغدة الدرقية باليود السليم، فلا تمتص اليود المشع الموجود في الجو أو الطعام، وتقليل خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية بنسبة تفوق 90% إذا أُخذت خلال أول 6 ساعات من التعرض.
أضاف أنه يتم استخدامها فقط عند الإعلان الرسمي من السلطات المختصة بوجود تسرب إشعاعي، ولا تُستخدم كإجراء وقائي دائم، مشيرًا إلى أن سوء الاستخدام هو ما يؤدى إلى أزمات فى سوق الدواء ولا تُعطى بشكل عشوائي، ويجب الالتزام بالجرعة حسب العمر، البالغون: 130 مجم، أما الأطفال: 65 مجم، والرُضّع: 16-32 مجم، وان الأكثر حاجة لهذه الحبوب هم الأطفال والنساء الحوامل، والعاملون في مناطق قريبة من المفاعلات أو المنشآت النووية، وسكان المناطق المتأثرة بتسرب إشعاعي مثبت، والطواقم الطبية والإغاثية التي تتعامل مع المناطق الملوثة.
أشار إلى أن مصر لا تواجه خطرًا وشيكًا، إلا أن وجود التوترات الإقليمية المسلحة، واستخدام مصادر مشعة طبية وصناعية واسعة، كل هذا يُحتّم وجود خطة وطنية شاملة للطوارئ الإشعاعية تشمل على توفير مخزون استراتيجي من حبوب اليود، وتدريب الصيادلة والأطباء على الاستخدام الصحيح، ونشر التوعية المجتمعية المبسطة، وتجهيز وحدات صرف الدواء للطوارئ في حالة حدوث أي تسرب.
أضاف أن التسرب الإشعاعي خطر لا يُعلن عن نفسه، لكنه يهاجم بصمت، ويترك آثارًا لعقود، مؤكدًا على أن حبوب اليود ليست دواءً عاديًا، بل درع وقائي محوري في ساعة الخطر، وعلى الصيادلة أن يكونوا خط الدفاع العلمي والطبي الأول في هذه المعركة الصامتة.