عباس صابر يكتب : عمال البترول حراس الطاقة في لحظة “إنقاذ وطن”

حين خرجت جموع المصريين في 30 يونيو 2013 تنادي بإنقاذ الوطن من الفوضى والانقسام، كان عمال قطاع البترول على موعد مع مسئولية وطنية من نوع خاص.
فقد أدركوا أن معركتهم لا تقتصر على الميادين، بل تبدأ من داخل مواقع الإنتاج، وفي أعماق الآبار، وفي خطوط أنابيب الغاز، وعلى أرصفة الشحن ومحطات الكهرباء، حيث كانت الطاقة شريان حياة الدولة، واستمرارها مرهون بحكمة وسواعد العاملين بهذا القطاع.
ففي ذروة الاضطرابات التي سبقت الثورة، كانت منشآت البترول مستهدفة، والاعتصامات تنذر بالتوقف، والانفلات الأمني يهدد بنقص الإمدادات، لكن عمال البترول وقفوا شامخين، يحمون مواقعهم، ويضمنون استمرار العمل، ويثبتون أن قطاع الطاقة في مصر لا ينكسر.
وقد شكّلت ثورة 30 يونيو نقطة تحول كبرى لقطاع البترول والعاملين به، إذ وضعت الدولة على رأس أولوياتها تأمين مصادر الطاقة، وضخ استثمارات جديدة، وإطلاق مشروعات قومية لاستكشاف الغاز والزيت الخام، ما أسفر عن طفرة حقيقية في حجم الإنتاج والاكتشافات، أبرزها حقل “ظُهر”، الذي أصبح رمزًا لاستعادة السيادة الاقتصادية المصرية.
و أؤكد أن الثورة لم تنقذ فقط الدولة، بل أعادت الاعتبار للعامل البترولي، من خلال التوسع في برامج التدريب، وتحديث المعدات، وزيادة الأجور والبدلات، وتعزيز منظومة الرعاية الصحية والتأمين ضد المخاطر المهنية.
كما لعبت النقابة العامة للعاملين بالبترول دورًا فعالًا في حماية حقوق العمال في الشركات ، وفي متابعة تنفيذ الاتفاقيات الجماعية، وتقديم الدعم القانوني في النزاعات العمالية.
وتولي الدولة في السنوات الأخيرة اهتمامًا خاصًا بالكوادر الفنية في قطاع البترول، عبر تأسيس معاهد متخصصة، وإرسال بعثات تدريبية، وإطلاق برامج للسلامة والصحة المهنية بالتعاون مع النقابة العامة والوزارة المعنية.
وفي هذه الذكرى الوطنية الغالية، تُجدد نقابة البترول تأكيدها على أن عمال هذا القطاع الاستراتيجي سيظلون درعًا واقيا لاقتصاد الوطن، كما كانوا دومًا، وسيواصلون العمل بإخلاص في سبيل تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتأمين احتياجات السوق المحلية، والمساهمة في خطط التحول إلى مركز إقليمي للطاقة.
ويجددون عهدهم مع القيادة السياسية بأن يظلوا داعمين للقرارات التي تتخذها الدولة من أجل حماية الأمن القومي المصري.
عباس صابر رئيس النقابة العامة للعاملين بالبترول .